لاحل إلا بعودة مصر إلي يوم30 يونيو2012 بشرط استمرار قرار الرئيس بعزل طنطاوي وعنان, اما النائب العام فلا يعود عبدالمجيد ولايستمر طلعت, يطبق النص الدستوري بتولي مجلس القضاء الأعلي تعيين نائب عام جديد, بعدها يمكن للرئيس ومعارضيه ان يجلسوا معا للتحاور وهنا يكون الحوار بلا شروط, لامن الرئيس ولا من معارضيه, وانتبه, انا اقول معارضيه ولا اقول المعارضة, فليس في مصر حاليا اغلبية ومعارضة, في مصر اليوم رئيس منتخب.. يؤيده البعض ويعارضه البعض الآخر, ومجلس شوري منتخب ب7% فقط ومطعون في شرعيته وأمره في يد القضاء, وننتظر انتخابات لمجلس نواب نتمني ألا تزور أو تتم بقانون تفصيل علي مقاس الحزب الوطني الجديد!! اما الحكومة فالافضل لمصر وللرئيس وجماعة الاخوان ان تأتي حكومة مستقلة أو حكومة تضم الاحزاب الرئيسية, اقله ألا تطول الرئيس وجماعته وحدهما تهمة تزوير الانتخابات البرلمانية القادمة, فتزوير الانتخابات سيحدث سواء اجراها الاخوان او اجراها غيرهم. اولا لان التزوير يراه نسبة لايستهان بها من التيار المحسوب علي الدين حلالا طالما هو لصالحهم, ومن يقول لك غير ذلك كاذب ولو كان شيخ مشايخ الطرق والكباري, فهؤلاء يعترفون علنا انهم يعتبرون العملية السياسية برمتها كأكل الميتة, حرام لكنها تجوز مؤقتا في الشدائد والازمات, وهنا هم يأكلون الميتة الحزبية والديمقراطية والانتخابات حتي لايتركوا الساحة لينفرد بها أعداء الدين, فهل يحجم عن التزوير من أكل الميتة لأجل السيطرة علي مقاليد الحكم؟! هل هناك عاقل يصدق ان من جازف واشترك في عمل يعتقد انه حرام يمكن ان يقبل بالرسوب وان يتركوا الأمر لاختيار الناس؟! أليسوا يعتبرون من يختلف معهم كفارا يعادون الدين؟! فهل تنتظر منهم ان يتركوا الناس احرارا يختارون الكفار وهم يعتقدون ان مهمتهم هداية البشر وإنقاذهم من شرور انفسهم؟! منتهي السذاجة من يتصور ان مصر يمكن ان تجري فيها انتخابات حرة, ليس فقط بسبب الفتاوي التي تملأ صدور كثيرين من التيار المحسوب علي الإسلام, وتنفيها ألسنتهم بينما تطمئن لها قلوبهم, لكن حتي رجال السياسة ومحترفي الانتخابات يؤمنون بأن بعض التزوير من حسن الفطن, لان التزوير ومنذ عقود لم يعد مقصورا فقط علي رغبة حكومة أو حزب حاكم, فبفضل الابالسة الذين حكمونا قبل25 يناير صادر التزوير ارادة شعب مع الاعتذار للنهضة المشئومة وطائرها النحس. ولدي من التجارب بين صفوف المعارضة ما جعلني شاهدا علي احزاب معارضة كان مرشحوها يستبيحون التزوير في معاقلهم, ولايجرؤ مرشح الحكومة علي الاقتراب من تلك المناطق التي يسيطرون عليها, وفي انتخابات قاطعها حزب يساري عرض انصاره علي مرشح حزب يميني معارض تسويد بطاقات مدرسة لجانها تكفي لحسم النتيجة لصالحه مقابل مبلغ معين, ووقائع اخري ليس هذا مكانها ولاوقت الكشف عنها. القصد ان اجراء الانتخابات في ظل حكومة غير مستقلة أو حكومة لاتمثل أهم الاحزاب الموجودة علي الساحة, كارثة اخري ستنضم لطابور الكوارث التي اوصلتنا لما نحن فيه الآن والله وحده يعلم إلي اي مدي ستصل الأمور؟! خاصة ان جميع الاطراف السلطة ومعارضيها, غير جادة حتي لحظة كتابة هذه السطور, في تغليب مصلحة مصر علي مصالحها الخاصة, السلطة تري مصلحة في خضوع الجميع لها دون ان تقدم ما يجعل الجميع بالفعل يحتشد خلفها, ومناصروها يرون مصلحة مصر في ان يلقي المعارضون في السجون كما سجنوا هم من قبل او تسحلهم قوات الأمن المركزي في الشوارع!! ومعاوضو السلطة القائمة يرون ان مصلحة مصر في ان يتولوا هم الحكم لانهم يرون انهم الأكثر خبرة, لذلك يتمنون ان يصل الصدام إلي إجراء انتخابات رئاسية جديدة عسي ان يفوز بها واحد من صفوفهم. صراع السلطة القادمة ومعارضيها يذكرني بحكاية قديمة قرأتها قبل30 سنة عن معركة دارت بين اعضاء الجسم, احتشد فيها نصف الاعضاء خلف القلب.. والنصف الآخر خلف المخ, الطرف الأول يري ان القلب هو الزعيم لانه يضخ الدم لجميع الاعضاء ولو توقف ستموت ويموت الجسم كله, والطرف الثاني يري ان المخ هو الزعيم, فهو الذي يصدر الأوامر لكل اعضاء الجسم بما فيها القلب نفسه وفي ظل احتدام الصراع نسي الجميع المؤخرة اعزكم الله وتجاهلوها فقررت ان تتوقف عن عملها!! هنا اصيب الجسد بالحمي وسرت فيه علامات التسمم بالمخلفات المحجوزة فيه.. فترك الجميع القلب والمخ يتعاركان وذهبوا يقبلون المؤخرة كي تعود لعملها! طرف الخيط: قال الشيخ حسن البنا رحمه الله: ان جماعة الاخوان دعوية.. وفكرية.. وثقافية.. و..و.. ورياضية, لو رياضية يامولانا ما سر انتشار الكروش بين قيادات احفادك؟!