بدأ الأهالي في سرد الواقعة بتفاصيلها بالمحضر الذي بعد تحريره أخذ رئيس المباحث يقلب في أوراقه ويعرض علي قائده ما لديه من معلومات كانت الأوراق تفيد عثور الاهالي علي جثة لطفلة لا تتجاوز العاشرة يبدو عليها آثار التعذيب والاعتداء عارية تماما لا تغطيها سوي نسمات الهواء البارد ليلا وأشعة الشمس نهارا باحدي المناطق النائية بالقرية بعيدا عن العمران داخل منزل قديم مهجور. بدأ فريق المباحث في التعامل مع ما أدلي به الأهالي من معلومات عن القتيلة وكان أولها إخطار اللواء محسن الجندي مساعد الوزير لأمن سوهاج بالواقعة ليأمر بعدها بانتداب رجال المعمل الجنائي لرفع البصمات وتصوير الجثة لمعرفة تفاصيل الاعتداء عليها للتوصل إلي مرتكبي الواقعة. كومة من الأوراق تلقاها قائد فريق البحث الذي قاده العميد الحسن عباس مدير المباحث الجنائية بسوهاج بها تفاصيل تقرير المعمل الجنائي الذي تبين منه أن الجثة لطفلة تبلغ نحو8 سنوات وأن القاتل استخدم حبلا لينفذ فيها حكما بالإعدام شنقا, وأن القاتل لم يكتف بالتخلص من براءتها لكنه تجرد من مشاعره الإنسانية وقام بتجريد الطفلة من ملابسها وتركها عارية تماما بعد أن استولي علي قرطها. حيث تظهر آثار لقطع في أذنيها ولم يبق علي الجريمة المثالية سوي حرق الجثة الضعيفة. مريم هي الطفلة ذات العشر سنوات التي تغيبت منذ يوم الأربعاء17 يناير وبعرض الجثة علي أسرتها تعرفوا عليها, وأكدوا أنها هي ابنتهم,, كانت الصدمة بالنسبة لهم. وبعد ساعات اقنع رجال المباحث اسرتها بمساعدة المباحث في الإدلاء بكل التفاصيل والمعلومات عن الطفلة, وأثناء حديث أسرتها سقطت كلمات التقطها رئيس المباحث بأذنه كمحترف, وكانت الكلمة هي فدية حيث أكدت أسرتها أنه عقب تغيب الفتاة بيومين أتت إليهم سيدة تدعي سهير 20 سنة ربة منزل واخبرتهم بأنها تعرف أحد العرافين ممن يقرأون الطالع والذي عرض عليها العثور علي الطفلة واخبارهم بمكان اختفائها نظير مبلغ50 ألف جنيه. وكانت سهير هي مفتاح اللغز في القضية. وباستدعائها وبعد حصارها اعترفت بأنها اشتركت مع طليقها عمر23 سنة واصدقائه أبناء عمومة الطفلة وهم: أحمد18 سنة, وعلي17 سنة, بالاتفاق مع محمد17 سنة صاحب توك توك بخطف الطفلة مقابل ابتزاز أسرتها وطلب فدية50 ألف جنيه. خلال ساعتين تمكنت المباحث من ضبط باقي المتهمين وبمواجهتهم بأقوال المتهمة الأولي اعترفوا أمام العقيد أحمد الراوي مفتش المباحث والرائد حامد القرضاوي بأنهم قاموا باستخدام توك توك المتهم الأخير بخطف الطفلة من أمام مسكنها يوم الاربعاء17 يناير الماضي, واحتجازها بمنزل عمر وطليقته سهير التي أشاعت أن هناك عرافا يستدل علي مكانها هناك بقصد الحصول علي فدية, وأنهم بعد تأخر أسرة الطفلة في الرد قاموا بالتخلص منها بلف حبل حول رقبتها حتي فارقت الحياة ثم قاموا بنزع ملابسها وخلع قرطها الذهبي لإيهام الأجهزة الأمنية بأن الحادث بقصد السرقة.