هنا نجد إنه يجب أن لا تترك الأزمات تتوالي علي البلاد في وجود الصمت المريب من قبل المسئولين وعدم القيام بالدور المنوط بهم في غياب وتغييب دولة القانون إ ن الواضح من خلال دراسة وتتبع معمق لمنهج النبوة يجد انه لم يتم اختزال الدعوة الإسلامية في صاحب الدعوة صلي الله عليه وسلم ولم ينسبها إلي نفسه ولم يجعل من نفسه وصيا علي الإسلام مع أنه النبي المختار من قبل الله سبحانه وتعالي في وجود المعيار الذي يعاير عليه كل مسلم تصرفاته في وجود إطار من الكتاب والسنة بغض النظر عن الإنتماء. وعلي هذا الأساس وتلك الأصول صنع محمد صلي الله عليه وسلم النموذج الحي علي مدار الزمان وكان دائما ينصت لعامة الناس والذي من أجلهم جاء الإسلام لكي يضع إطارا للحرية والعدالة والصدق والأمانة والشفافية والمساواة في وجوب الرقابة التي تحتم علي المسئولين الأخذ بعين الإعتبار الرأي العام للناس. فكان النموذج الذي صنعه الإسلام يضع في الإعتبار إعلام القيم والأخلاق والسلوك القويم فكان المعيار فيما إذا كانت الممارسة السياسة تنطبق مع هذه القيم وتلك الأخلاق أم يحدث إلتفاف عليهم ويتم تطويعها من أجل أن تلتقي مع الانتهازية السياسية فيتم تشويه صورة الإسلام أمام الجميع دون الالتفاف إلي أهمية الحفاظ علي هذه القيم وتلك المباديء في كل الأحوال. فلا تبرير للكذب الذي يخرج المسلم من الإطار الذي رسمه الإسلام وما ينطبق علي الكذب ينطبق علي الغش والتزوير والخداع والاحتيال وزاد عليه الانتهازية السياسية في وجود الغاية التي تبرر الوسيلة فلا يمكن إصلاح الأمة بالفساد لإن( الله لايصلح عمل المفسدين). وكان الهدف في التوافق و لم الشمل وتقليص نقاط الخلاف والبحث عن نقاط الإتفاق فلا أمة في وجود خلاف يصل إلي الشقاق, وهذا النموذج الذي أرساه الإسلام في قلوب أتباعه يمكن إستشراقه من مواقف الرسول صلي الله عليه وسلم حتي قبل الرسالة في وضع الحجر الأسود في الكعبة وحلف الفضول وإعلاء المصلحة العامة علي قوله وفعله وتقريره ما لم يكن فيها وحي. وهكذا وضع الإسلام القاعدة الذهبية في المساواة بين الناس والدفع بالكفاءات وأصحاب الخبرات بعيدا عن الإقصاء والحفاظ علي حياة الناس ومصالحهم بغض النظر عن الأنتماء الي الدين أو العرق أو اللون أو الجنس أو القبيلة وإعتبار البشر جميعا علي إمتداد الكرة الأرضية جيرانا يحافظ كل منهم علي مصالح الآخر بل وأكثر من ذلك فإن الجار يرث جاره وكأنه واحد من أبنائه فقال صلي الله عليه وسلم( مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه). ومن هنا نجد إنه يجب أن لا تترك الأزمات تتوالي علي البلاد في وجود الصمت المريب من قبل المسئولين وعدم القيام بالدور المنوط بهم في غياب وتغييب دولة القانون التي لم يحترمها النظام في غياب الشفافية بل والسخرية والإستهزاء والإستخفاف بل وتجاهل مطالب الشعب وتطلعاته في الحصول علي الحرية والعيش والكرامة والإنسانية وضمان نجاح الثورة التي قام بها الشعب من أجل ضمان حاضرة وتأمين مستقبله فلولاها ما كان النظام الحاكم في كرسي السلطة, فلا يجب تكرار المشهد والنظر إلي الشعب من خلال فتحة الصندوق التي عليها الكثير من علامات الإستفهام ولكن من خلال التأكيد علي صناعة النموذج الذي صنعه الإسلام دون تطويع أو إلتفاف.