فيما رفض الاعلاميون أداء عدد كبير من القنوات الفضائية متهمين إياها بالإثارة, مشيدين بالاعلام الرسمي الذي جاء متمايزا ومتوازنا ومساندا لفكرة مصر فوق الجميع. أبدي عدد من الفنانين استياءهم من حالة العنف والانفلات الامني التي سادت شوارع القاهرة الأمر الذي جعلهم يشعرون بالخوف الدائم ويخشون حدوث مكروه لهم كما يشعر آخرون منهم بحالة اكتئاب شديدة نتيجة حدوث كثير من الكوارث اليومية علي حد وصفهم ووفاة شباب ليس لهم ذنب سوي سلمية التظاهر ففي البداية قال الفنان كمال ابو رية ان الانفلات الامني الذي يحدث يوميا في شوارع القاهرة أصبح شيئا عاديا ولابد من إيقافه كما يجب ان يحدث وفاق وطني بين القوي السياسية والحكومية والتصالح بينهم شيء مهم من اجل مصلحة الوطن التي أصبحت مهددة دون سبب واذا تمت تهدئة الأوضاع المتوترة بين الاحزاب المعارضة والسياسة فمن الممكن أن تعود الحياة الهادئة مرة اخري موضحا انه ليس طبيعيا الفوضي التي تحدث في كل لحظة لانه من المؤكد أن الذين ينشرون هذه الفوضي هم مأجورون ويريدون تخريب البلد وتهديد أمنها وسلامتها ولابد ان تواجههم الحكومة بكل قوتها ويعرفون من هم هؤلاء البلطجية الذين يهددون استقرار البلد. وقال الفنان صلاح عبد الله انه مستاء بدرجة كبيرة من حالة الفوضي التي تعم البلد وتؤدي الي كثير من الحوادث مثل القتل والسرقة موضحا انه من اكثر الفنانين الذين اثرت عليهم حالة الفوضي بالسلبية حيث انتشرت مؤخرا شائعة وفاته مما جعل عائلته تغضب وهذا الخبر أحزنه شخصيا مؤكدا ان وراء هذه الشائعة الانفلات الاخلاقي من اشخاص لايجدون مسئولا يخشون منه وبالتالي يجب القضاء علي هذه الفوضي وتكفي الخسائر التي حدثت حتي الان. وأوضح الفنان ماجد المصري أن حالة الانفلات الأمني والسياسي التي تمر بها البلد حاليا اصبحت شيئا مأساويا ولابد من إيجاد حلول جذرية لهذا الانفلات وإلا ستحدث مجازر وحشية مثلما يحدث في سوريا وستكون مصر ليست لها اي معالم تعبر عنها وتكفي صورتها السيئة امام العالم وبالتالي علي السياسة الحاكمة أن تري حلولا لأنها هي المسئولة عن أي شيء يحدث في البلد وواجب عليها ان تفرض الامن والامان وتعرف من هي العناصر الفاسدة التي تريد ان تكون مصر في آخر مرتبة بين دول العالم. ويضيف الفنان مجدي كامل أن مايحدث في الشوارع اصبح شيئا مخيفا فالامن المفقود في جميع انحاء القاهرة يخلق الخوف والقلق في كل بيت مصري فأصبح الرجال يخشون علي عائلاتهم وابنائهم وزوجاتهم من اي مكروه يحدث لهم ومن المفترض ان ثورة يناير قامت لكي نعيش في استقرار وليس في انفلات مثلما يحدث الان ويجب علي الحكومة ان تحد من هذا الانفلات وتعرف من هم الاشخاص البلطجية الذين يريدون ان يشوهوا صورة مصر امام العالم العربي كما يجب التفاهم بينهم حتي تحل المشاكل الكبيرة والصغيرة ويجب ان يعود الامن والاستقرار والهدوء للبلد. واشارت الفنانة سميرة احمد إلي انها تخشي الخروج من منزلها خوفا ألاتعود له مرة اخري فالشهداء الذين توفوا في الفترة الاخيرة كانوا يمارسون عملهم دون مشاكل وفي النهاية يكون جزاؤهم الموت دون ذنب ويدفعون ثمن أفعال أشخاص اخرين ويجب الاهتمام بأشياء اساسية مثل القمامة والبطالة والمرور والتعليم وكشف من وراء السرقات اليومية والقتل والفوضي حتي تعود مصر الي شكلها الطبيعي وهي بلد الأمن والأمان كما هو معروف عنها في الخارج ويشير المخرج ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح إلي أن جميع عروض البيت الفني توقفت عن العمل لحين اشعار اخر, بينما تم تأجيل العروض التي كان من المفترض افتتاحها خلال اجازة نص العام الدراسي, وستعقد لجنة المهرجانات اجتماعا طارئا في أقرب وقت لتأجيل المهرجان القومي للمسرح ايضا لأجل غير مسمي, مضيفا أن مصر الان في مأزق صعب جدا وهذه الحالة تصيب الجميع بالإحباط. ويضيف أنه يشعر بالتوتر دائما ويخشي من تأثير الأحداث علي المسارح وعلي العاملين, حيث أن الرؤية ضبابية والاعتراضات المستمرة علي كل القرارات أصبحت شيئا مقلقا وتساءل كيف من الممكن أن نقدم مسرحا في ظل هذه الظروف؟ المسرح يحتاج لمجتمع مستقر ليعبر عن كل جوانبه سواء سياسية أو اجتماعية, ونحن نفتقد لهذا ونخشي علي اولادنا من الذهاب للمدرسة. ويضيف أتمني أن تجتمع كل القوي السياسية الوطنية مع الحكومة والرئاسة وتتفق حتي ولو علي20 نقطة تنجينا من هذا الخراب, وأن نضع نصب أعيننا هذا البلد وننسي الانانية والمطالب الفئوية لبعض الوقت, حتي لانتحول لنسخة جديدة من سوريا والعراق أو لبنان في السبعينيات. ويقول المخرج عصام السيد إننا جميعا نرفض العنف في الشارع المصري ولكن مع الاسف الشديد هذا العنف وليد سلسلة طويلة من سوء التصرف للنظام الحاكم بداية من الاعلان الدستوري الاخير والاثار السيئة التي ترتبت عليه, وانتهاء بدستور لاترضي عنه نسبة كبير من الشعب المصري لانه ناتج عن جمعية باطلة, بالإضافة إلي أن سلسلة العنف بدأت بموافقة النظام الذي سمح بمحاصرة المحكمة الدستورية ومنع اعضائها من الدخول ومحاصرة مدينة الانتاج الاعلامي ومحاصرة الاقسام للإفراج عن مجرمين,مشيرا الي أن كل هذا لايبرر العنف لكنه أعطي انطباعا للناس بانه الفيصل في النتيجة النهائية, ولإصلاح هذا الخطأ لابد من العودة لنقطة البداية وهي احترام القانون الذي فقد مع الاعلان الدستوري المذكور. ويقول الفنان محمود الحديني أن مصر في مرحلة حساسة جدا من تاريخ حياتها وحياة المصريين مشيرا الي أن هذه الافعال والتخريب لايمكن أن يصدر أبدا من ثوار حقيقيين وشرفاء بعد قيامهم بثورة مجيدة في2011, وإنما من مجموعات تحركها أذناب خفية ولابد من كشف الغطاء عنها لانه من غير الطبيعي أن نظل نتحدث طوال الوقت عن الطرف الثالث المجهول وكأننا نعيش في كهف, وتساءل: أين دور الأجهزة الأمنية في مصر من كل هذا؟ المباحث وامن الدولة والمخابرات وغيرها ما الذي كشفت عنه تحقيقاتها بعد مرور سنتين من الثورة؟ هل سيظل الطرف الثالث مجهولا للأبد؟ ويري المخرج الشاب هاني عفيفي اننا نسير في طريق الاسوأ في كل شيء مشيرا الي انه لايفهم الصدام الواقع حاليا بين الشرطة والناس في ميدان التحرير وكوبري قصر النيل, لكنه في نفس الوقت يرفض الحصار المفروض علي مدن القناة.. السويس وبورسعيد والاسماعيلية خاصة الاخيرة التي لم تشهد اضطرابات بدرجة تسمح بفرض الطواريء عليها واعتبره ظلما بينا لهذه المدن.