كانت العواصم الأوروبية كلها بلا استثناء تستضيف المتشددين والمتطرفين المتورطين في أعمال إرهابية في بلادهم, عمدا وعندا في الأنظمة العربية, وكانت تقدم لهم كل الرعاية وتمدهم بالمساعدات المالية وتمنحهم الإقامة لفترات طويلة كلاجئين سياسيين وهي تعلم أنهم مطلوبون للعدالة لضلوعهم في أعمال قتل وتصفية جسدية وإثارة نعرات طائفية, كما كانت تمنحهم حق العمل والسفر بحرية, ليس محبة منها ولا إكراما لسواد عيونهم طبعا, وإنما لاستخدامهم وقت الحاجة ولأغراض أخري معلومة لا مجال للخوض فيها الآن. كان ذلك يتم برعاية أجهزة الاستخبارات الغربية, لاستخدام هؤلاء الإرهابيين كورقة للضغط علي حكوماتهم من زاوية حقوق الإنسان, وحرية الاعتقاد.. إلي آخر هذه اللافتات التي لا تطبق هي نفسها حرفا منها.. ورقة للتدخل في الشئون الداخلية للدول. الآن.. وبعد حركات الربيع العربي, وانتشار المد الإسلامي بالصورة التي بدأت تقلق هذه الأنظمة الغربية.. تغير المشهد, وبدأت العواصم الأوروبية نفسها تضطهد المسلمين وتحملهم مسئولية أي مشكلة تقع عندها من دون أي دليل, ضاق الغرب بالمسلمين ذرعا رغم كونهم جزءا أصيلا من مجتمعاتهم, فالمسلمون في فرنسا علي سبيل المثال فيهم فرنسيون من أصول فرنسية, وليسوا كلهم من أصول عربية وأفريقية, وفيهم من لا يمارس أي نشاط سياسي علي الإطلاق, وفيهم تقدميون وعلمانيون وليبراليون ومن لم يذهب لمسجد مرة واحدة في حياته.. ولكن كراهية الإسلام التي طفحت علي سطح اهتماماتهم وأصبحت أولوية أولي دفعتهم لاتخاذ إجراءات عنصرية بعيدة كل البعد عن قيم التسامح وقبول الآخر. أمس فقط, أعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس عن اعتزام فرنسا طرد عدد من الدعاة والأئمة المتشددين الأجانب وذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الذي عقد في بروكسل لمكافحة التشدد العنيف. ورغم تشديد فالس في كلمته علي عدم خلطه بين هذا النوع مما وصفه بالإسلام المتشدد مع الإسلام في فرنسا, إلا أن ما يجري علي الأرض في فرنسا من الاعتداء علي المسلمين وممتلكاتهم ومقابرهم ومساجدهم يخالف تصريحات الوزير الفرنسي تماما. فالس قال بالحرف: سنطرد جميع أولئك الأئمة والدعاة الذين يتعدون علي المرأة ويدلون بأقوال تنتهك قيمنا وتشير الي ضرورة قتال فرنسا. فرنسا التي ذهبت لقتل الإسلاميين في مالي.. تخشي من إدانة المسلمين علي أرضها لحربها ضد المسلمين فقررت طردهم.. ولا تعليق. رابط دائم :