بقلب يحمل حرقة القضية الفلسطينية واليأس من احلال السلام الفلسطيني الاسرائيلي مع تصاعد دور اليمين المتشدد في اسرائيل واستمرار غول الاستيطان للاراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأمل التوافق الفلسطيني- الفلسطيني في ظل الربيع العربي ودعم مصر لجولات التفاوض بين حركتي فتح وحماس, والخوف من غياب الضغط الامريكي علي الاسرائيليين وغياب دور الوسيط الدولي لاحلال السلام لمست في حواري مع د. نبيل شعث مفوض العلاقات الخارجيه بحركة فتح و وزير الخارجيه الاسبق كل هذه الاحاسيس المتناقضة فتارة ترتسم علي وجهه ابتسامة تكشف مدي ارتياحه لتطور الاوضاع في مصر وما يمكن ان تقدمه من دعم للفلسطينيين والعرب وتارة ترتسم علي وجهه مخاوف دخول عملية السلام الي النفق المظلم, وحول الانتخابات الاسرائيلية والتوافق الوطني الفلسطيني وصعود حركة حماس كطرف اساسي في عملية السلام الفلسطيني الاسرائيلي كان هذا الحوار:* هل تري أن السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين أصبح مستحيلا ؟ ** لا امل إطلاقا في أن تؤدي الانتخابات الاسرائيلية الي احلال السلام, فالشعب الاسرائيلي يؤيد اليمين بأغلبيه وهو ليس اقتصاديا فقط ولكن توسعيا اجلائيا يريد سرقة أراضينا واجلائنا منها. * من المؤهل للعب وسيط دولي في عملية السلام في الشرق الاوسط بعد تراجع الدور الامريكي ؟ ** الاسرائيليون يرون انهم يستطيعون فعل كل شيء دون تصد دولي لأنهم يدركون أن التصدي ما زال علي مستوي الكلام فقط دون فعل, وليس لدي امل في ان تقدم اسرائيل علي عملية السلام مثلما حدث قبل20 عاما, ولا اري ان الانتخابات الاسرائيلية ستحقق اي شيء الا اذا وجدت تل ابيب تغير علي المستوي الدولي واصبحت أوروبا علي الاقل مستعدة لفرض عقوبات علي اسرائيل. * هل تري ان تركيا وقطر من الممكن ان يلعبا دور الوسيط في عملية السلام ؟ ** هاتان الدولتان لن تذهبا الي اسرائيل لاقناعها بالسلام ولكن اذا كانت هناك محادثات فعلية فسوف تدعما الادوار العربية والتركية بلاشك. * وما هو البديل إذن ؟ ** البدائل المتاحة هي اوروبا وروسيا وربما امريكا اذا تغير موقفها. واري ان الاوروبيين يفكرون بشكل متجدد ولكنهم ينتظروا دور الامريكيين كما أنهم لم يتخذوا قرارا بالضغط علي اسرائيل. * بصراحة شديدة هل تري أن المواجهة الاخيرة بين اسرائيل وحركة حماس في غزة أدت الي تراجع حركة فتح ؟ **حماس كسبت في معركتها مع العدوان الاسرائيلي وترتب علي ذلك وقف اطلاق النار بين الجانبين. وجميع الفلسطينيين سعداء بما حدث سواء من فتح او حماس علما بأن هناك36 شهيدا من حركة فتح في العدوان الإسرائيلي الأخير علي حماس في غزة. * وهل تري ان المقاومة هي الحل في التعامل مع اسرائيل مثلما فعلت حركة حماس ؟ ** المقاومة ليست الحل الوحيد بل يجب ان يسير ذلك جنبا الي جنب مع التفاوض كما يجب ان تجلس حركتا فتح وحماس معا لبحث ذلك. * وبالنسبة للانقسام الفلسطيني الفلسطيني.. هل الظروف مواتية لاحداث التوافق الوطني الفلسطيني ؟ ** هناك خطوات سريعة لتحقيق الوحدة مع الاحتفال العظيم لحركة فتح بانتصار حماس في غزة وبالعكس, الي جانب الانتصار السياسي للفلسطينيين في الاممالمتحدة, وقهر العدوان الاسرائيلي علي غزة. * وما دور مصر في احلال هذا التوافق ؟ ** دعا الرئيس د. محمد مرسي حماس وفتح وكان لنا لقاءات عديدة في القاهرة. * هل كان لصعود الاخوان في مصر تأثير علي العلاقة بين فتح وحماس ؟ ** نعم كان لذلك دور ايجابي لتحسين العلاقة بين الجانبين كذلك للدكتور مرسي دور ايجابي في تحقيق الوحدة الفلسطينية الفلسطينية. * وبصراحة أكثر هل ضغط د. مرسي علي حركة حماس لتحقيق الوحدة ؟ ** أري انه أقنع حركة حماس بضرورة التوافق ولم يضغط عليها لتحقيقها, كما ان مصر وفرت المناخ لذلك من خلال دعوة الرئيس مرسي لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن, وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لاحداث ذلك التوافق. * وهل هناك تحركات مصرية جديدة في هذا الاطار ؟ ** أبو مازن سيأتي مع جميع الفصائل الفلسطينية في8 فبراير المقبل الي مصر تحت رعاية د. مرسي لدفع التوافق الفلسطيني الفلسطيني. * وما هو الدعم الذي تحتاجه فلسطين من مصر؟ ** دعم سياسي خارجي لمواجهة اسرائيل علي المستوي الدولي, و دعم سياسي داخلي لدعم التوافق الداخلي بين الفلسطينيين. * وبالنسبة للوضع في غزة.. ما الذي يمكن ان تقدمه مصر في هذا الاطار ؟ ** مصر تستطيع دعم حرية المرور الي غزة خاصة مع وجود حكومة واحدة في غزة. ومن السهل ان تمر غزة من خلال مصر الي العالم مع مراعاة الا يكون ذلك علي حساب مصر, فمصر يمكن ان تعطي غزة كهرباء وغازا بالسعر الدولي, فكل مانحتاجه من مصر هو الدعم السياسي لان المواطنين في غزة ترتبط حياتهم بمصر أما الدعم المادي فنحتاجه من الدول العربية التي يوجد بها نفط. * أخيرا, ما الذي تحتاجه مصر اليوم ؟ **تحتاج الي الاستقرار والديمقراطية لتحقيق التنمية الاقتصادية والدعم الاقتصادي وكل ذلك يؤثر علي بعضه البعض, فالديمقراطية ليست تنافس فقط ولكن مشاركة ايضا لبناء الوطن وهذا ما نحتاجه في فلسطين أيضا. ومصر اذا أصبحت قوية ستكون حليفا قويا لنا, لانها الاساس والركن الحصين لفلسطين وكل العرب. وفي ظل الحرية والديمقراطية ستكون برازيل العرب بعدما قادت أمريكا اللاتينية اقتصاديا بعد الربيع هناك واستقلت عن أمريكا وأصبحت ذات شأن. مصر ستقوي بالعدالة والحرية والاستقلال و وستتفجر الطاقات بها لذا فهي بحاجة للعبور من الفترة الانتقالية بأمان وأن تصبح واحة الامان عندئذ ستدعم مصر فلسطين ونحن ننتظر هذا اليوم. السيرة الذاتية للدكتور نبيل شعث تقلد د. نبيل شعث منصبه كوزير للشئون الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام2003, وانتخابه كعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عام1996 كممثل لمنطقة خانيونس في قطاع غزة. إضافة إلي ذلك وهو أيضا عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح و كان ضمن الوفد المفاوض لمؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط, كما ترأس وفد فلسطين المفاوض لمفاوضات غزة أريحا مع الجانب الإسرائيلي وشارك في معظم جلسات مفاوضات السلام مع الإسرائيليين في القاهرة, واشنطن, واي ريفر, كامب ديفيد و طابا. قبيل تقلد منصبه الحالي كوزير للشئون الخارجية, تقلد د. شعث منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي للسطة الوطنية الفلسطينية من تاريخ1994 حتي ابريل2003. وعمل د. شعث مع الكثير من الحكومات العربية كمستشار. فساهم في تعريب الإدارة الصناعية في الجزائر, تنظيم المنطقة الصناعية في الكويت كما نظم قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية و ساهم في التخطيط المواصلات العامة في منطقة الخليج. وأسس أيضا تيم انترناشيونال و المركز العربي للإدارة والتطوير في بيروتوالقاهرة بالإضافة إلي أربعة عشرة فرعا آخر في العالم العربي تقوم بتدريب آلاف المديرين العرب. ترأس د. شعث وفد منظمة التحرير الفلسطينية الأول للأمم المتحدة و صاحب الرئيس عرفات خلال خطابه الشهير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام1974. و مثل د. شعث أيضا فلسطين في كثير من المؤتمرات الدولية و منها المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس. قام د. شعث بين العامين1961 و1965 بتدريس علم المالية والاقتصاد في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدةالأمريكية., وحصل علي دكتوراة في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا, كما حصل علي الدكتوراة الفخرية في القانون من ذات الجامعة. و قام أيضا بالتدريس في جامعات بنسلفانيا, القاهرة, الاسكندريةوبيروت. وولد د. شعث في صفد عام1938.