تؤمن أن الفن رسالة, وان الوقت قد حان ليقول كلمته المؤثرة حقا وصدقا, ويعبر عن وجهة نظر.. نال فيلمها بعد الطوفان جائزة يوسف شاهين في مهرجان الرباط العام المنقضي, ويعرض لها حاليا فيلم حفلة منتصف الليل.. حنان مطاوع تحدثنا عن فيلمها الأخير, وتروي لنا كواليسها مع مسلسل شمس الأصيل..* ماهي شخصيتك في فيلم حفلة منتصف الليل؟ ** هي سيدة متزوجة تذهب لحضور حفل مع زوجها مدته ساعة ونصف هي مدة الفيلم, وأثناء الحفل تكتشف أن هناك حقائق كثيرة غائبة عنها, وتسقط أقنعة الجميع وتراهم علي حقيقتهم. * كيف تكون جميع الأحداث في مكان واحد ؟ وكيف تعايشت مع تطور الشخصية؟ ** طبعا هذا النوع من الأدوار صعب جدا, ويحتاج لدقة, فالدقيقة تفرق كثيرا في الاحداث, والشخصية التي قدمتها حساسة, وتشعر بأحاسيس متنوعة, لذلك كنت أحسب الأنفعالات بالمازورة, فأنا أصور يوميا في نفس المكان بنفس الملابس والمكياج وهذا صعب جدا, وكان يجب أن أحافظ علي تماسك خيوط الشخصية حتي النهاية, وساعدني في ذلك أن السيناريو محبوك. * وكيف كانت البطولة الجماعية ؟ ** أنا شخصيا استمتعت بشكل كبير في الفيلم الذي يضم مجموعة كبيرة من الفنانين, أولا المسئولية لن تكون علي شخص واحد, ثانيا الجمهور نفسه يحب مشاهدة أكثر من فنان معا, وهذا يخلق له نوع من المتعة. * هل تأثرت ايرادات حفلة منتصف الليل بسبب تأجيل عرضه؟ ** بالطبع الفيلم تم تأجيله أكثر من مرةفقد بدأنا التصوير في بداية2011 وأول يوم تصوير له ذكريات معي لانه كان ليلة الكريسماس وحادث تفجير كنيسة القديسين, وكنا متأثرين جدا بالحادث وظللنا نواسي أصدقاءنا المسيحيين, وأعتقد أنه بجانب تأجيل عرض الفيلم أكثر من مرة أيضا الظروف التي طرح فيها في دور العرض, فالتوقيت كان سيئا فترة امتحانات, والأحداث مشتعلة سياسيا, والجمهور ملتف حول برامج التوك شو, واعتقد أن هذا أثر بشكل ملحوظ علي إيرادات السينما بشكل عام. * ما تفسيرك في أن فيلم عبده موته وصلت إيرادته الي21 مليونا رغم الظروف السياسية, وفيلم ساعة ونصف لم يتجاوز ال4 ملايين؟ ** الجمهور دائما لا يمكن معرفة إتجاهاته فهو كل يوم بحال, وأشعر بالإندهاش لأن فيلم ساعة ونصف حقق ذلك الرقم, لان الفيلم جيد جدا, وأنا مع الأفلام التي تتحدث وتعبر عن البسطاء, فالثورة قامت من أجلهم, لكني أحيانا أختلف في طريقة التناول. * متي سيعرض فيلم بعد الطوفان ؟ ** الموزع لم يتخذ قراره حتي الآن وكنت أتمني أن يعرض في هذه الأيام خاصة أن الفيلم يتضمن جانب منه عن الثورة, والفيلم شارك في مهرجان الرباط وحصل علي جائزة يوسف شاهين, وشارك في مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي, وكان فيلم أفتتاح مهرجان الأردن للسينما, وأتوقع أن يشارك في العديد من المهرجانات. * ذكرتي قبل ذلك أنه يجب أن تمر فترة حتي نقدم فيلما عن الثورة؟ ** مازلت عند رأيي وهذا الفيلم ليس تجسيدا للثورة, ووجهة نظري أن الثورة لم تكتمل حتي الآن, وتحقق أهدافها, لكننا يمكن أن نلقي الضوء علي لحظة معينة مثل التكافل, والتلاحم بين الناس خلال ثمانية عشر يوما ظهر فيها المعدن الحقيقي للمواطن المصري, وحبه لأشقائه في الوطن, والفيلم يلقي الضوء علي الشهور الثلاثة قبل الثورة والفساد والظلم, بالتوازي مع أيام قليلة بعد تنحي الرئيس السابق. * تقدمين شخصية شادية وهي فتاة متحررة تصبح داعية كيف ترين هذا التناقض ؟ ** هذا النوع من التناقض موجود في مجتمعنا بشكل مكثف منذ سنوات, فمثلا حصل تحول في أحترام ونظرة الناس للفن فبعد أن كانت ام كلثوم سفيرة هي وعبد الحليم والمجتمع محبا للغناء, أصبح يحرمه, وينظر للفنان نظرة دونية, وشخصية شادية مثل الكثير كانت راقصة بالية في طفولتها, وبعد أن تزوجت هجرها زوجها, وأصبحت بلا عائل ومع قسوة الحياة يلجأ الأنسان للدين لأنه بلسم للجروح, وبدأت في دراسة الدين وبعد فترة تحولت إلي داعية إسلامية. تقدمين أيضا مسلسلا إذاعيا عن الثورة فما قصته؟ مسلسل الذين هبطوا من السماء يتناول الأحداث التي أدت إلي قيام الثورة, والثورة التونسية, و أحداث ال18 يوما وموقعة الجمل, وحاليا نحن نعمل علي الهواء, بالفعل بدأت إذاعة الحلقات منذ أول يناير, وأقوم بالتسجيل يوميا لننتهي من الحلقات العشر المتبقية. * كيف كانت تجربتك الوحيدة في السينما المستقلة فيلم هليوبوليس ؟ ** أتمني تكرارها, وأعتبر بعد الطوفان قريب من هذه النوعية, والسينما المستقلة هي البديل في الوقت الذي يعزف فيه المنتجون عن إنتاج الأفلام, وأتذكر أني حصلت علي أجري بعد عام من عرض فيلم هليوبوليس. * كيف ترين المشهد السياسي والسينمائي الأن؟ ** أعتقد أن الاثنين بالنسبة لي واحد, ويجب علي الفنان أن يكون له دور, ويقدم رؤيته, وفنه, ويعبر عن حريته, فالسينما والدراما هما وسيلة التنوير, وعلينا جميعا أن نقدم للمواطن ما يشعر به, ويعيشه, وأن نلتحم معه فالفن, والثقافة هما أهم وسائل التعبير.