وصلت حالة الطرق و الكباري في مصر إلي درجة بالغة السوء نتيجة الإهمال المذري وعدم قيام الجهات المسئولة بمسئوليتها في صيانة هذه الطرق.. الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة حول دور هيئة الطرق والكباري في صيانة الطرق في مصر خاصة بعد أن بات الوضع يسفر عن مزيد من إهدار المال العام و زيادة الخسائر المادية والبشرية الناتجة عن الحوادث بسبب تردي حالة الطرق والكباري.. في ظل هذه الأوضاع المؤسفة ركز المسئولون علي الحلول السطحية التي دائما ما تأتي في الوقت الضائع, في حين إغفال كلمة السر في نجاح أي مشروع و المتمثلة في الصيانة الدورية.. في البداية يقول اللواء مجدي الشاهد خبير مروري إن تناقض أفعال و أقوال المسئولين تنم عن عدم وجود نية للإصلاح الفعلي, لافتا إلي التناقض البين بين أفعالهم وأقوالهم, حيث استمرار العمل بقرار رقم28 الذي أصدره الدكتور الدميري عام2000 والذي ينص علي السماح لسيارات النقل والمقطورات باستكمال رحلاتها بكامل حمولتها بشرط دفع رسوما تقدر ب20 جنيها علي كل طن زائد, مما أدي إلي سير السيارات بحمولات تصل إلي100 طن والتي تتسبب في تدمر البنية التحتية للطرق, قائلا: لا صيانة تجدي في ظل استمرار العمل بهذا القرار, موضحا أن الحمولة المسموح بها لا تتعدي15 طنا للسيارة و تقدر حسب المقرر في الرخصة. ونفي دكتور أحمد صالح أستاذ الكباري بهندسة القاهرة وجود صيانة دورية للطرق والكباري, في ظل انتهاج الحكومة لسياسة التحرك وقت حدوث الكارثة, مما ينم عن تساهل هيئة الطرق و الكباري في أداء عملها, لكونها المسئول الأول و الأخير عن سلامة الطرق في مصر. ومن جانبه أرجع إبراهيم عامر رئيس هيئة الطرق و الكباري سبب عدم إجراء الصيانة اللازمة للطرق في مصر إلي نقص التمويل الحكومي لهذا المرفق, لافتا إلي تخصيص ميزانية الهيئة للاستثمارات وإنشاء الطرق و الكباري فحسب, بينما تنفق الهيئة علي أعمال الصيانة من خلال تحصيل موازين الطرق التي تقدر نحو360 مليون جنيه, في حين أن الصيانة الجيدة تتطلب2,2 مليار جنيه سنويا. وأشار إلي زيادة مديونية الهيئة لدي شركات الصيانة المقدرة ب500 مليون جنيه. و أشار إلي أن الحمولات الضخمة تمثل الجانب الآخر من الأزمة, حيث استغلال سائقي النقل الثقيل لحالة الانفلات الأمني و زيادة الأحمال بما يؤدي إلي تدمير الطرق, مع عدم قدرة الجهات المعنية بفرض الغرامات التي تواجه بمزيد من الإضرابات و غلق الطرق و تعطيل المصالح.