تابعت أمس برنامج مصر في ساعة الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير علي راديو مصر مستضيفا الدكتور نادر نورالدين الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة والمعروف برؤيته المتميزة في كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل وأحدث بحوث الوقود الحيوي. وللحق فقد أخذتني القضايا التي فجرها البرنامج مذيعا وضيفا إلي العديد من المناطق التي جعلتني أتأكد أن المتلاعبين بالسياسة الآن لا ينظرون إلا إلي مصالحهم الشخصية وأنهم بالفعل لا يفكرون في مستقبل مصر بقدر تفكيرهم في مستقبلهم السياسي وتأمين وجودهم البرلماني والحزبي. واتفق مع خير الذي خاطب مستمعيه: لا تعطوا صوتكم لأي شخص أو حزب في انتخابات مجلس النواب المقبلة لا يطرح برنامجا متكاملا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية ويعيد مصر إلي مكانتها كسلة للغلال ويعيد للفلاح المصري كرامته التي اهدرتها سياسات زراعية خاطئة وإهمال جسيم في التعامل مع ما تمتلكه مصر من امكانات زراعية. وليت الأحزاب التي تستعرض عضلاتها الوهمية وتتلاعب بسحر الدين أو تستعين بسحرة الضحك علي المصريين ويفتحون النافذة أمام طرح الدكتور نور الدين للبدء الفوري في تنفيذ برامج تضمن لمصر توفير احتياجاتها من5 سلع نستورد غالبية احتياجاتنا منها وهي الفول والعدس اللذان كانت مصر واحدة من أكبر ثلاث دول في زراعتهما وتصديرهما والذرة والأرز والقطن بضبط الدورة الزراعية واستغلال ما تمتلكه من أراض وتشجيع الفلاح علي الالتزام بخطة حكومية تساندها اختيارات جيدة للتقاوي ذات الإنتاجية العالية التي تزيد دخل المزارع وتجعله يبتعد عن المحاصيل المربحة من وجهة نظره. وتأكدت أن الدولة كانت تلعب دورا زراعيا مشبوها أسهم في زراعة6,2 مليون فدان بالبطيخ والكنتالوب واللب والسوداني وغيرها من المحاصيل التي يظن المزارع أنها تحقق له دخلا أفضل بعد أن تحالفت كل أجهزة الفساد ضد الزراعة في مصر وضربتها في مقتل بمساعدة إسرائيلية وأمريكية. وإذا كانت الإحصاءات تشير الي امتلاك مصر نحو6,8 مليون فدان ويزرع منها مليونا فدان بالفاكهة والقصب والخضراوات فإنه يتبقي للحاصلات الاستراتيجية نحو6,6 مليون فدان, نزرع حاليا مليوني فدان بالذرة والدراوة كعلف وما بين1,1 إلي5,1 مليون فدان للأرز, ولا تزيد زراعات القطن علي300 ألف فدان, وما نهدره من مساحات مضافا إليه ما تم سحبه من أراض في العوينات وأراضي سيناء مع دورة زراعية مدروسة وتشجيع فعلي للفلاح يجعلنا نوفر احتياجاتنا وقد نصدر فائضا منها كما أننا يمكن أن نحقق احتياجاتنا من القمح لو تعاملنا معه كتعاملنا مع البرسيم. هذه كانت ساعة محمد علي خير التي أراها تساوي عمرا لإنقاذ مصر مما هي فيه خاصة وأن آلاف الساعات يتم إهدارها- مع دم مصر- في معارك كلامية وصراعات سياسية للضحك علينا.