الفيوم محمد طلعت طايع : تعلن بحيرة قارون, بمحافظة الفيوم, في هذا التوقيت من كل عام غضبها الشديد, حيث تثور أمواجها وتغرق مئات المنازل بالقري المطلة علي ساحل البحيرة, بسبب ارتفاع منسوب المياه في البحيرة بصورة كبيرة وعلي الرغم من تصريحات المسئولين في كل مرة بأنه يتم اتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة إلا أن المنازل تغرق كل عام, ويعاني المواطنيون من هذه الظاهرة حيث أن بعضهم لايدخل منزله هو وأسرته كما أن بعض المساجد أغرقتها المياه, ولا يستطيع الاهالي الصلاة داخل المسجد, وبعض المنازل قد تكون مهددة بالانهيار بسبب تراكم المياه أسفل أساسات المنازل. ويعاني من ظاهرة ارتفاع منسوب بحيرة قارون, والتي تستمر حتي أبريل القادم, ما يقرب من10 قري مطلة علي ساحل البحيرة, يقطنها مايقرب من45 ألف مواطن, أجبر بعضهم علي ترك منازلهم وأراضيهم بعد أن غمرتها المياه. وتعود هذه الظاهرة إلي عدة أسباب منها استقبال البحيرة لملايين المترات المكعبة من مياه الصرف الزراعي, وانخفاض معدل البخر, حيث ان البحيرة مغلقة لأنها تستقبل المياه و لا تخرج منها مرة أخري فلا توجد لها فتحة تصل علي البحر أو وصلة مع النيل كما كان في الماضي. وانتقل الاهرام المسائي, إلي بعض القري التي تعرضت منازلها للغرق, للتعرف علي أبعاد المشكلة ومعاناة المواطنين, التي وصلت إلي أن بعضهم افترش الشارع ليكون مأوي له بعد أن غمرت المياه منزله الصغير, وصب الاهالي غضبهم علي المسئولين بالمحافظة حيث انه من المعروف أن هذه المشكلة تكرر سنويا في ذلك التوقيت وعلي الرغم من وعود المسئولين بإنهاء المشكلة واتخاذ الاجراءات الاحتياطية, وعمل جسور واقية,إلا أن المشكلة تكرر كل عام, وأشاروا إلي ان كل تلك الحلول مسكنات دون وضع حل جذري ونهائي للمشكلة. توجهنا إلي قرية شماطة, وهي من أكثر القري تأثرا من هذه الازمة, حيث غمرت المياه عشرات المنازل, وترك بعض الاهالي منازلهم وأخذوا معهم أطفالهم وبعضهم جلس في الشارع دون مأوي في ظل قسوة الجو البارد الذي تشهده المحافظة حاليا. ويقول سليم جاب الله عبد الكريم خطيب مسجد بالقرية ان مأساة غرق الاراضي بنجوع تهامي والحبول وعبد الله حبيب والبصير, بدأت منذ5 سنوات بسبب ردم محيط البحيرة في بعض المناطق والصرف العشوائي, من أهالي القري الواقعة علي طول ساحل البحيرة الذي يمتد لمسافة60 كيلو مترا مما أدي الي غرق مسافة كيلو متر مربع الي جانب200 منزل. ويضيف سعد عبدالرحمن مصطفي,(45 سنة): أعول4 أولاد غير الأم واستيقظنا من النوم وفوجئنا بالمياه تدخل حجرات المنزل وكادت تغرق الاطفال لولا أن أيقظتهم من وأسرعت بهم الي الشارع ونحن جميعا في حالة هلع. وفي قرية شكشكوك طالب أحمد سعيد رجب مزارع بضرورة اقامة سور بطول ألف متر لإنقاذ حوالي1300 فدان توشك علي الغرق وإنقاذ منازل قري شكشوك, التي يعاني أهلها من الفقر والجهل. وأشار سيد رجب متولي,(40 سنة), موظف إلي ان غرق المنازل, وارتفاع منسوب المياه أمر يتكرر كل عام وفي التوقيت نفسه, ومشيرا إلي أن ردم عدد من أصحاب المشروعات السياحية الاجزاء من البحيرة سبب من أسباب تلك المشكلة. وأكد حسن عبد الرازق,(38 سنة), مزارع, ان قرية المعسرة, من ضمن القري الغارقة في المياه والتي يبلغ عدد المنازل الموجودة بها مائة منزل معظمها اغرقتها المياه وماكينة رفع المياه تعمل بالسولار وتحتاج يوميا100 جنيه لتشغيلها. وأوضح أن الاهالي كانوا يسددون هذا المبلغ لكن ظروفهم حاليا لاتسمح بذلك نظرا لان معظمهم كان يعمل بمهنة صيد الاسماك من بحيرة قارون والبحيرة وحاليا انهارت اسماكها وأصبحوا بدون عمل أو مصدر رزق. وصرخ عبد المجيد شعلان,(50 سنة), مزارع: حرام الارض كلها غرقت والمحصول ضاع ومش لاقي أكل لعيالي, وماحدش سأل فينا حرام عليكم. يذكر أن مشروع المصرف القاطع, يحقق الاتزان المائي والتحكم في مستوي مياه بحيرتي قارون والريان ويسهم في الحفاظ علي منسوب مياه بحيرة قارون ومنعه من الارتفاع بما يصاحبه من مشكلات للمناطق المحيطة بها, إضافة الي أن المشروع يحمي بحيرات الريان من خطر الاضمحلال نظرا لتناقص المياه بها وقد تصل تكلفته الاستثمارية الي100 مليون جنيه, إلا أن التعثر في تمويل المشروع منع تشغيله حتي الآن. وقال المهندس أحمد علي أحمد,محافظ الفيوم, إنه تم البدء في إقامة جسور واقية علي جانبي مصارف البطس وشماطة وأبو هراوة, ويجري العمل في ترميم و تعلية الجسور علي البحيرة, لمنع ارتفاع منسوب المياه, كما تم الاتفاق بين شركة أميسال للاملاح, والوحدة المحلية ومسئولي الري بقرية شكشكوك, مساهمة في إنشاء جسر واق بالمنطقة لحماية القرية من ارتفاع منسوب المياه بها. و أكد المحافظ أنه تم البدء في تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة تجاه المخالفات القائمة بمنطقة مصرف القاطع الشرقي والغربي للحد من كميات المياه المتدفقة إلي البحيرة ولن تتوقف أبدا حتي يتم إزالة جميع التعديات والمخالفات مشددا بأنه لن يتم التهاون مع المتعدين و التعامل معهم بكل حزم.