عقد برلمان فنزويلا أمس جلسة لاختيار رئيس له, قد يحل محل الرئيس هوجو تشافيز الذي لايزال يخضع للعلاج في كوبا, بعد عملية استئصال لسرطان, وأعاد انتخاب رئيسها الحالي ديو سدادو كابيللو الحليف البارز لتشافيز. وتسود حالة من الارتباك حاليا المشهد السياسي في فنزويلا, فحالة تشافيز, تمنعه من أداء القسم الرئاسي المزمع اجراؤه الخميس المقبل, مما يعرضه لفقد منصبه والدعوة لانتخابات رئاسية جديدة خلال30 يوما, ولذلك تسعي الحكومة للبحث عن ثغرة لتخطي هذا المأزق. وقال كابيللو بعد انتخابه الرئيس سيظ ويري المعارضون أنه اذا لم يتمكن تشافيز من حضور مراسم التنصيب في الموعد المحدد, يجب أن تنتقل السلطة الي رئيس البرلمان وتجري انتخابات جديدة في خلال30 يوما, وفي مثل هذه الحالة, سيتولي كابيللو منصب القائم بأمال الرئيس لحين انتهاء الانتخابات وتمسك نائب الرئيس نيكولاس مادورو بموقفه الرافض لمطالب المعارضة, وقال إن تشافيز يستطيع أن يؤدي القم أمام المحكمة الدستورية في وقت لاحق. واعتبر مادورو أن يوم الخميس ليس موعدا نهائيا وأنه لا داع لإعلان الغياب يمكن حل مسألة الإجراء الشكلي لأدائه اليمين في المحكمة العليا. ويتضمن دستور فنزويلا سيناريوهات عدة لمواجهة أي شغور في منصب الرئاسة أو اصابة الرئيس بعجز تام أو وفاته, وهي فرضيات لا تنفك تتزايد احتمالاتها بسبب مرض تشافير البالغ من العمر85 عاما ويتولي الحكم منذ أواخر.1991 فبحسب المادة231 من الدستور الجديد الذي أقر في1991 بعيد توليه السلطة, يتعين عليه أن يؤدي اليمين الدستورية لولايته الجديدة في10 يناير الحالي. وبموجب المادة نفسها, فإن الرئيس المنتخب يؤدي اليمين الدستورية أمام الجمعية الوطنية لدي بدء ولايته, أي في10 الحالي, ولكن اذا حال سبب ما, أيا يكن, دون ادائه القسم أمام الجمعية الوطنية, يتعين عليه عندها أن يؤديه أمام المحكمة العليا, بحسب المادة نفسها التي لم تحدد بالمقابل مهلة لأداء القسم أمام المحكمة. كما أن المادة233 من الدستور تنص علي أنه في حالة شغور منصب الرئاسة, عندها لايد من تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في غضون الأيام الثلاثين التالية, وفي هذه الحالة يتولي رئيس الحمعية الوطنية تسيير شئون البلاد وليس نائب الرئيس. وحالة شغور منصب الرئيس تعني وفاته أو استقالته أو تنحيته من جانب المحكمة العليا أو استقالته, ومصادفة البرلمان علي ذلك. ويتضمن الدستور نصا بخصوص حالتين أخيرتين محتملتين: الأولي هي: العجز الدائم الجسدي أو العقلي, وفي هذه الحالة يجب أن يكون العجز الدائم مثبتا بتقرير من فريق طبي تعينه المحكمة العليا ويوافق عليه البرلمان, أما الحالة الثانية: فهي أبطال ولاية الرئيس بموجب استفتاء بمبادرة شعبية. وبحسب المادة233 نفسها فإنه في حال شغر منصب الرئيس قبل ادانة القسم الدستوري, تتم الدعوة إلي إجراء انتخابات جديدة في غضون شهر علي أن يتولي مهامه بالإنابة رئيس الجمعية الوطنية. في المقابل إذا شغر المنصب بعد اداء الرئيس القسم وخلال السنوات الأربع الأولي لولايته, تجري انتخابات جديدة في غضون ثلاثين يوما, لكن تولي مهام الرئاسة بالوكالة يعود في هذه الحالة إلي نائب الرئيس وليس إلي رئيس الجمعية الوطنية. أما إذا شغر المنصب خلال السنتين الأخيرتين من الولاية الرئاسية, فيتولي نائب الرئيس شئون البلاد حتي نهاية الولاية, وظهر مرض تشافيز فجأة وهو أمرا لايستطيع التحكم فيه كما أنه يمكن ان يبعده عن الحياة السياسية للأبد, الشعب الفنزويلي سيتسغرق وقتا ليعتاد علي فنزويلا دون تشافيز, سواء تعلق الأمر بالنسبة لمن معه أو لمعارضيه, وهو رئيس من نوع خاص, لايمكننا أن نمر كهذا علي الكاريزما التي كان يتمتع بها, لذلك نجد من يحيه جدا ونجد كذلك من يعارضه. من الواضح أن تشافيز هو السياسة التشافيزية ومن الصعب جدا التحكم في الكاريزما التي كان يتمتع بها, كذلك كان حظورة دائم ووطريته في ممارسة السياسة مختلفة, أعتقد أنه بالإمكان المحافظة علي الثورة البوليفارية دون تشافيز, لكن السياسة التشافيزية دون تشافيز أمر مختلف تماما, بخصوص الشكوك التي تسود المرحلة الانتقالية تشافير تعمد ازالتها فقبل مغادرته إلي كوبا قالها وبكل صراحة: أريد أن يكون خليفتي في الحكم نيكولاس مادورو, وأعتقد أنه قرار منطقي لان مادور وهو الأقرب لتشافيز في ممارسة السياسة حتي وأن لم يكن عسكريا كرئيسة.