لم يعد هناك مفر أمام الأسوانية سوي التمسك بالأمل الأخير في السياحة الداخلية, لعل وعسي أن تنتعش الحالة الإقتصادية لتعويض مافات في موسم يعد هو الأسوأ سياحيا منذ فترة طويلة. وخلال إجازة نصف العام الدراسي تتجه الأنظار صوب الأقصروأسوان أجمل مشاتي العالم, حيث يحرص المصريون علي التوجه إليهما للاستمتاع بالمزارات الأثرية والطقس الدافئ هربا من برودة الشمال القارصة. وبسبب ماتمر به البلاد من محنة سياحية, أصبح من الضروري دعم هذه النوعية من السياحة من خلال تقديم عروض مخفضة لوسائل النقل واستثناء الفنادق الثابتة والعائمة من الرسوم الباهظة التي تفرض عليها وخاصة الضرائب العامة والمبيعات. وقبل ثورة25 يناير كان مجرد الحصول علي غرفة في فندق متواضع بأي من المدينتين في هذ التوقيت حلما صعب المنال, علي عكس المشهد الحالي الذي تتصدره فنادق مظلمة ومراكب سياحية متوقفة مع سبق الإصرار والترصد ويتحدث عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين بأسوان عن الوضع بشكل عام قائلا إنه يزداد سوءا يوما عن الآخر, فقطاع السياحة يعاني أشد المعاناة من غياب السائح الأجنبي الذي لايفضل زيارة مصر بسبب عدم الاستقرار والفوضي والإنفلات الأمني والتظاهرات الفئوية التي تقطع الطرق, وللأسف فإن هناك بلادا أخري تستفيد من هذا الوضع في مصر لتنمية السياحة بها. ويقول نقيب المرشدين إنه يري تنشيط السياحة الداخلية خلال الشهرين الحالي والمقبل, فربما جاءت الرسالة من خلالها, خاصة وأن المرشدين السياحيين هجروا المهنة ويعانون ماديا بشكل غير مسبوق, ويقترح صابر علي الحكومة إتخاذ قرارات عاجلة لتخفيض أسعار تذاكر السفر من وإلي الأقصروأسوان,وكذا أسعار الفنادق والحد من الرسوم المفروضة عليها في هذه الفترة. وعلي العكس من ذلك يري الخبير السياحي صلاح الدين حسين أن الحل ليس تقديم عروض مخفضة فقط ولكن لابد من زيادة رواتب المصريين بشكل عام حتي يتمكن من السفر إلي الأقصروأسوان, بالإضافة إلي تشجيع سياحة المعسكرات الشبابية, ويصف السياحة الداخلية الآن بأنها الدواء العاجل لتعافي السياحة بشكل عام ويعتبرها الركيزة الأساسية التي تمثل الصحة النفسية للشعب المصري حاليا,ويطالب أحمد حازم من العاملين بمجال السياحة بمراجعة مايفرض من رسوم وضرائب علي الفنادق والسائحين, ويقول من غير المعقول أن تتعرض الفنادق مثلا للمحاسبة الضريبية علي أساس أن سعر الغرفة50 دولارا في الوقت الذي تكون فيه في موسم التخفيضات بسعر يقل عن ذلك كثيرا وتتدخل حنان حسين عطية مديرة أحد الفنادق في أسوان قائلة لابد من الاستعداد الجيد لموسم السياحة الداخلية أولا بنظافة الشوارع وتيسير الوصول إلي المزارات الأثرية ومنها معبد جزيرة فيلة, فمثلا سعر الدخول10 جنيهات في الوقت الذي يتعرض فيه أي سائح أو زائر لسطوة أصحاب اللنشات للوصول إلي الجزيرة وقد يصل سعر الفرد إلي50 جنيها, وتطالب حنان بانتظام مواعيد القطارات وتكثيفها خلال هذه الفترة وأيضا تطالب باستثناء الفنادق واعفائها من الضرائب المقررة, وتقول إنها مطالبة بسداد مليون جنيه عن موسمين شهدا ركودا شديدا,ولابدمن العمل علي تذليل العقبات إن أردنا بالفعل سياحة بالمعني الشامل. أما المهندس أدهم دهب رئيس غرفة العاديات السياحية بالمحافظة فأكد أن البازارات والسوق السياحي بشكل عام قد قارب تجاره علي الإفلاس, ولذلك فهم يأملون في موسم السياحة الداخلية لتعويض مافاتهم, وقال إنه يأمل في أن تجد دعوة الأسوانية لأشقائهم في الشمال الصدي المطلوب من أجل أن نبدأ خطوة العودة لخريطة السياحة العالمية من جديد. من جانبه أكد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أن المحافظة قد بدأت بالفعل الاستعداد لموسم السياحة الداخلية الذي يعول عليه ابناء المحافظة لتعويض خساراتهم خلال الفترة الماضية, وقال إن هناك تيسيرات كبيرة تسعي المحافظة لتقديمها خلال الفترة المقبلة, كما بدأنا تنفيذ خطة المراجعة الشاملة للمرافق وتجهيز المزارات السياحية التي تشتهر بها أسوان, وأعرب المحافظ عن أمله في أن يبادر المصريون بزيارة أسوان لإنعاش السياحة ليكون ذلك بمثابة رسالة نوجهها للعالم بأن مصر لازالت بخير.