الزمن أعيشه.. والتاريخ أزوره.. ودائما أنادي عليهما للمشاركة في أهم الأحداث التي تمر بها مصر.. منذ ثورة25 يناير حتي الآن.. بندائي الذي أصبح معروفا.. اشهد يازمن.. وسجل يا تاريخ.. وكل عام أقوم برحلة التقي فيها بالتاريخ في صومعته.. وهذه الرحلة تبدأ بلحظة تاريخية تحدث مرة واحدة كل عام.. وهي اللحظة التي تلتقي فيها عقارب الساعة عند الثانية عشرة لتعلن رحيل عام وبداية عام جديد.. وهذه اللحظة التي يلتقي عندها زمنان زمن يمضي.. وزمن يجيء.. عند هذه اللحظة.. ينشق الزمن.. وهي لحظة حرة زمنيا.. ولا أحد يعرف لأي زمن تتبع هل هي تتبع الزمن الذي يمضي.. أم الزمن الذي يأتي ومن خلال حرية هذه اللحظة انطلق أنا إلي عمق الزمن صديقي.. وعلي يساري الحائط الزمني الذي يمضي.. وعلي يميني الحائط الزمني الذي يجيء.. الذي يمضي هو زمن2012 والذي يأتي زمن2013 وتستمر رحلتي حتي أصل إلي صومعة التاريخ صديقي أيضا..وهذا العام.. التقيت به.. قبل يوم من نهاية عام2012 وحدث بيني وبين التاريخ اتصال عبر الأثير.. أستأذنه في زيارتي له قبل موعدي بيوم واحد.. ورحب بي ودعاني للقاء.. بجملته الدائمة.. مرحبا بك يا أعز صديق.. يا من القاه كل عام. ولم تبح لأحد بسر طريقة زيارتك للتاريخ كل عام.. والتي تتم عند انشقاق الزمن في لحظة لقاء عقارب الساعة الثانية عشرة.. وجلست في انتظار لقاء عقارب الساعة.. وتذكرت المفاجأة التي حدثت.. فوجئت به يقف بجواري في ميدان التحرير.. وينتقل معي في متابعة كل الأحداث.. وعندما شاهدني مندهشا بوجوده معي وسط الأحداث قال لي.. لم أستطع الانتظار لأسجل وأنا في صومعتي.. وأردت أن أعيش معك أنت والزمن صديقك ما يحدث في بلدك من أحداث مبهرة.. وحركتها وثورتها التي أبهرت العالم.. ولا تقلق فأجهزة تسجيل التاريخ تعمل الآن في الصومعة بانتظام.. وأنا أعيش الآن التاريخ معكم.. وأنا التاريخ أعيش ثورتكم المبهرة التي تؤكد استمرارها. وتذكرت الصورة الكلاسيكية للتاريخ زمان.. شيخ كبير بشعره الأبيض الكثيف.. ولحية بيضاء طويلة.. ورداء أبيض.. وعباءة بيضاء.. وأمامه مجلد كبير مفتوح علي حامل من خشب البخور.. وفي يده ريشة من طائر الطاووس.. وأمامه المبخرة القديمة.. وأفقت علي اقتراب لحظة الانشقاق.. لرحلة مقابلة التاريخ بشكله الجديد.. شاب في عز النشاط والحركة.. والقدرة علي المشاركة في أحداث ثورتنا.. والأجهزة العديدة الحديثة لتسجيل أحداث تاريخ العالم علي شرائط خاصة.. وعلي سيديهات.. وأفقت علي اللحظة التاريخية المنتظرة عند لقاء عقارب الساعة الثانية عشرة.. وانشق الزمن.. ورحلت إلي الأعماق.. حيث كان ينتظرني صديقي التاريخ الذي رحب بي.. وجلسنا نشاهد أحداث التاريخ الذي مضي.. ويمضي في يومه الأخير.. علي شاشات العام الذي يمضي بأحداث العالم.. وشاشات بيضاء ناصعة البياض وهي شاشات العام الجديد2013 تنتظر أحلاما.. وآمالا.. وارادة.. وكل المباديء التي يتمناها العام الجديد في العالم وفي مصر الحبيبة. ولاحظت الشيب يظهر في شعر رأسه.. ورد علي سؤالي الصامت.. قال.. يا صديقي التاريخ يتأثر مثلكم تماما بالأحداث الصعبة التي تحدث في العالم وتؤدي للمشيب. وبدأ العرض المثير للأحداث التي مرت بالبلاد.. ومنها مصر.. منذ بداية2012 حتي آخرا أحداثها الخاصة بالدستور.. والاستفتاء علي الدستور.. والموافقة عليه.. وبيان رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي الخميس الماضي بأنه سيقوم بكل التغييرات الضرورية من أجل مصر.. وان ثورة25 يناير ضربت مثلا للعالم علي سلمية العمل الثوري والسياسي.. وأنه يرحب بالدعوة لكل الأحزاب والقوي السياسية للمشاركة في الحوار الوطني الذي ارعاه بنفسي ونرحب بالاختلاف في الرأي ويرفض العنف والخروج عن القانون.. نعم هناك مشكلات تحتاج إلي مزيد من الجهد والعمل.. وباقي عناصر البيان المهمة الموجهة من رئيس الجمهورية إلي الشعب المصري الذي اختاره رئيسا لمصر.. ونشرت في جميع أجهزة الإعلام. وتتابعت صور الأحداث ومنها دور المرأة المصرية في المشاركة الفعلية في كل الأحداث بحضور طاغ لتؤكد حقوقها والحصول عليها.. وشاهدت صور الأزمات.. والمظاهرات.. والشهداء.. والخلافات والمحاولات الصادقة في تخطي الصعاب.. والمحاورات الساخنة بين الأطياف.. ومحاولات الوصول إلي حلول لكل مشاكل مصر.. والدعوة المهمة إلي العمل.. واستثمار القوات المبدعة التي يتميز بها الشعب المصري في حب مصر.. والتغلب بالعمل علي ما أصيب به الاقتصاد المصري وتنصيب البابا تواضروس ومراسم التنصيب. وكم الحزن الذي ساد البلاد من الحوادث الدامية من الاهمال.. باستشهاد أكثر من50 طفلا وطفلة بصدام السيارة التي توصلهم إلي مدارسهم بقطار في مزلقان أسيوط.. فاجعة أظهرت صور شاشة عام2012 بكل آلام الأهالي والشعب المصري.. وفجأة أظهرت الشاشة الفاجعة الأمريكية التي تمثلت في مجزرة20 طفلا في سن الخامسة والعشرة والست سنوات والتي قام بها هذا الشاب الذي كان تلميذا في نفس المدرسة ساندي الابتدائية.. ويصرع20 طفلا ومديرة المدرسة.. وكانت والدته تربيه علي كيفية اطلاق النار بالبنادق والمسدسات.. وطالب الشعب الأمريكي بإلغاء قانون يبيح حمل السلاح.. وأعلنت الحكومة الأمريكية الحداد4 أيام.. وحضر أوباما الرئيس الأمريكي قداس الزهور مع أسر الأطفال الضحايا.. ومرت صور أحداث العام2012.. بأحداث الكوارث الجوية.. والبحرية.. والأزمات الاقتصادية التي تمر بها معظم بلدان العالم.. والرعب من النبوءات بنهاية العالم. ثم أظهرت شاشات العام الذي يمضي أحوال السينما.. وأزمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وقضاياه.. ثم كتيبة الإنقاذ من التهديد بسحب دوليته باقامة دورته رقم35 برئاسة مجموعة فدائية يرأسها د.عزت أبوعوف.. ونائبته سهير عبدالقادر.. وصور الحضور وتفاصيل دورته شاهدتها بكل دقة.. وأظهر الشريط علي الشاشة بعض الأفلام التي حققت بعض النجاح.. والجمهور اقبالا أو عدم اقبال.. وظهور أفلام جيدة.. وأخري رفضت من الجمهور.. وأزمات النقاد في تقدير هذه الأفلام.. ومشاركة الأفلام المصرية في المهرجانات العربية.. وحصولها علي جوائز.. وعدم حصولها علي جوائز في مهرجانها.. وآخر احصائيات عن صحوة سينمائية وستقدمها السينما في العام الجديد2013.. مع المحاولة الجادة لتحقيق رسالة السينما الساحرة.. صاحبة الفن السابع. وشريط طويل يمر أمامي.. سجلها التاريخ.. وأنا أتابع بشدة.. ويقظة لاني عشت معها كل صغيرة وكبيرة مع زمنها.. وفجأة نظرت إلي ساعتي.. ولاحظ صديقي التاريخ نظرتي وقلقي.. وقال لي.. لا تخف يا صديقي.. فلن تغلق عليك جدران الانشقاق.. فأنت هنا تعيش زمن الفيمتو ثانية.. ومد يده بأسطوانةC.D.. وبها كل الأحداث.. وقال لي.. سأتصل بك عبر الأثير.. لارسل إليك أحداث اليوم القادم الذي سيعلن بداية العام الجديد2013.. وارجو لك ولشعب مصر الأمن والأمان وتحقيق كل الآمال.. والأحلام.. لحياة جديدة يرجوها شعب مصر.. أم الدنيا!! وأسرعت بالرحيل.. مع كل الأماني.. ووداعا وعلي لقاء العام القادم.. يا صديقي التاريخ!! س.ع