في خطوة للوقوف علي مشاكل مبعوثي الأزهر أجري الدكتور أحمد الطيب; شيخ الأزهر, العديد من المقابلات بدءا من أمس, مع العديد من السفراء الأجانب بالقاهرة, وخاصة سفراء الدول التي لها سفراء يدرسون بالأزهر الشريف, وذلك لبحث أحوالهم المبتعثين وإعادة تنظيم أوراقهم الثبوتية وتذليل العقبات أمامهم بالتنسيق ما بين الأزهر وسفارات تلك الدول في ظل الأوضاع التي تعيشها مصر حاليا. وفي هذا الاطار استقبل أمس شيخ الأزهر, نيكولا جالي; سفير فرنسابالقاهرة, والوفد المرافق له, كما استقبل نذر الله نزاروف, سفير جمهورية طاجكستان بالقاهرة, والوفد المرافق له, لبحث مشاكل الطلاب والتعاون بين مصر وتلك الدول ويلتقي شيخ الأزهر العديد من سفراء الدول الآسيوية التي لها مبتعثون في الأزهر لبحث أمورهم والتعاون العلمي بين مصر وتلك الدول. وأوضح الطيب خلال استقباله, نيكولا جالي; سفير فرنسا لدي القاهرة, والوفد المرافق له, لبحث سبل تدعيم العلاقات بين مصر وفرنسا بصفة عامة, وبين الأزهر والمؤسسات الثقافية والدينية والعلمية بفرنسا بصفة خاصة أن الأزهر الشريف بمختلف مؤسساته وهيئاته يعيش نبض وطنه وأمته العربية والإسلامية, ويواكب التغيرات التي تحدث كل يوم علي الساحة الداخلية والخارجية, متمنيا أن تسير الأمور إلي الاستقرار والتنمية بخطي أسرع; حتي تتمكن مصر من بناء نهضتها الحديثة, مما يتطلب أن يكون هناك دستور دائم للوطن في أسرع وقت, يليق بسمعة مصر وتاريخها الحضاري والريادي في المنطقة, مؤكدا أهمية المشاركة الفعالة في الاستفتاء عليه; حتي تخرج مصر من حالة الاستقطاب الحاد التي يشهدها الشارع المصري, والذي أثر علي النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية, وأثق تماما في قدرة الشعب المصري علي الخروج من محنته الراهنة. وأشار السفير إلي أن فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي تتابع الوضع الداخلي عن كثب; باعتبار مصر قلب الأمة العربية والإسلامية, وهي أهم دول المنطقة تاريخيا وحضاريا وثقافيا وفكريا علي مر العصور والأزمان, وأشاد سفير فرنسا, بالدور المتميز الذي يلعبه الأزهر الشريف بمختلف هيئاته ومؤسساته التعليمية والدعوية داخليا وخارجيا; مما جعله ركيزة أساسية في بناء نهضة مصر والدول العربية والإسلامية, وخير شاهد علي ذلك الإقبال المتزايد من طلاب العلم من كافة الدول علي مستوي العالم; للنهل من علومه, وذلك لما يتميز به من وسطية واعتدال, الأمر نفسه الذي جعل كبار المسئولين الغربيين يحرصون علي اللقاء بشيخ الأزهر للانتفاع بنصائحه وحكمته ورؤيته الثاقبة للأمور علي المستوي الوطني والدولي. وفي نفس السياق قال سفير طاجكستان بالقاهرة خلال لقائه بشيخ الأزهر أمس, إنه سيتم إرسال وفد طاجيكي حكومي رسمي من وزارة الشئون الدينية; لتوقيع مذكرة تفاهم بينها وبين الأزهر الشريف; لتنظيم شروط الالتحاق بمعاهد وجامعة الأزهر الشريف; حرصا من الحكومة الطاجيكية علي الاستفادة القصوي من منهج الأزهر وعلومه التي تقوم علي الوسطية والاعتدال. وأوضح الطيب, حرص الأزهر علي تقديم رعاية كاملة علميا وثقافيا ودينيا للطلاب الدارسين في رحابه بمختلف جنسياتهم ولغاتهم, باعتباره أكبر المؤسسات التعليمية انفتاحا علي العالم, وذلك بحكم منهجية الأزهر, وتعليمه للفقه بكافة مذاهبه, مما يتيح أفكارا متعددة ورؤية فكرية شاملة; مما يجعل الطالب مؤهلا علي أعلي مستوي علمي يقود المجتمع بالوسطية والاعتدال اللذين تربي عليهما في الأزهر الشريف; مما يعود بالنفع علي بلادهم حينما يعودون إليها, فيؤدون دورهم كقادة يتبوؤون أرفع المناصب في بلادهم.