المثليون والمثليات في أوروبا يثورون ويخرجون إلي الشوارع في مظاهرات حاشدة للمطالبة بالسماح لهم بالزواج في الكنيسة! ورغم أن قوانين بعض الدول الأوروبية تسمح لهم بالزواج المدني, ورغم أن أحدا لا يمنعهم من الارتباط ببعضهم البعض وممارسة اللواط والسحاق فيما بينهم, إلا أنهم يريدون فرض إرادتهم علي مجتمعاتهم بإضفاء شرعية دينية علي شذوذهم! هل هذه ديمقراطية؟ شكليا تبدو كذلك.. فمن حق كل مواطن أن يكون كما يحب. غير أن حق المجتمع يتعارض مع حقوق الشواذ. فالمجتمع يقوم علي وحدة الأسرة الطبيعية التي تتكون من زوجين وأبناء, رجل وامرأة قادرين علي الإنجاب. أما المثليون( رجل ورجل) أو( إمرأة وامرأة) فلا تنتج شيئا إلا تفسخا في الأخلاق يمضي بالمجتمع إلي هوة سحيقة, تنتج شبه أسرة تتكون من زوج من المثليين وابنا وابنة متبناة من أحد الملاجئ. أي مستقبل ينتظر الغرب؟ إنه الخراب والفساد والانحلال والتفسخ والرذيلة. منذ يومين احتشد آلاف الشواذ الفرنسيين في ميادين باريس لإعلان مطلبهم الغريب, رفعوا اللافتات وارتدوا التي شيرتات التي تكشف هوياتهم, وأدلوا بتصريحات مباشرة لوسائل الإعلام للتعبير عن رغباتهم من دون خجل ولا وجل ولا حياء. ألا في الفتنة سقطوا. الغريب أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند تعهد بتعزيز حقوقهم رغم معارضة السلطات المحلية والكنيسة. الموقف نفسه تبناه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.. مثلما دافع عنه رؤساء أمريكيون. عشرات الآلاف من المناهضين لهم خرجوا أمس الأول في مظاهرات احتجاج علي خطط تشريع زواج المثليين والسماح لهم بالتبني في باريس وليون وتولوز ومارسيليا, ضمت جماعات كاثوليكية وعائلات محافظة. ألف عمدة مدينة فرنسية أعلنوا معارضتهم لمشروع القانون ومع ذلك قرر البرلمان الفرنسي مناقشة المشروع في يناير المقبل. المحتجون في باريس ارتدوا قمصانا وحملوا بالونات قرمزية عليها شعار لصور تبرز رجلا وإمرأة يمسكان أيدي اثنين من الأطفال. الكاردينال أندريه الثالث والعشرون رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك الفرنسي وصف زواج المثليين ب الاحتيال. هو فعلا احتيال لأنه ليس زواجا حقيقيا ولو اعتمدته الكنيسة.. هو انحدار أخلاقي جديد يتدثر بالديمقراطية الزائفة. المعركة بالغة الخطورة بين الطبيعي والشاذ, بين الفضيلة والرذيلة, بين الأخلاق والسفالة, لست متشائما.. ولكني أتوقع انتصار المثليين في هذه المعركة الدائرة في أوروبا, فمثلما سمح لهم المجتمع بممارسة الشذوذ بذريعة كونه حرية شخصية علي حد زعم مؤيديه فليس صعبا علي المثليين أن يفرضوا إرادتهم علي شعوبهم انطلاقا من المبدأ نفسه.. ولا عزاء للأخلاق في الغرب.