العنف هو الإيذاء البدني والنفسي والجنسي واللفظي هل هو ظاهرة في المدرسة أم حالات فردية؟ إن لدينا ما يقرب من خمسين ألف مدرسة، ولدينا مليون ونصف المليون معلم، ولدينا 18 مليون متعلم وبنظرة موضوعية نجد أن حالات العنف البدني أو اللفظي أو حتى العنف الجنسي الواقع علي التلاميذ من المعلمين هو حالات فردية لا تتعدي أصابع اليدين في العام الدراسي الواحد إن مقارنة ما يحدث في مدارسنا المصرية من حالات فردية في دول عربية مثل لبنان أو المغرب أو العراق، وفي دول أوروبا، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمثل شيئا له دلالة إحصائية. إن من أهم أسباب ممارسة العنف من قبل المعلمين أو قبل المتعلمين، أو من قبل الآباء هو: (1) المعلم غير المؤهل تربويا ولدينا 67% من المعلمين ليسوا من المتخرجين في كليات التربية، (2) انتشار العنف السياسي والعقائدي في المجتمع المصري، وحالات الفوضى والتي يقودها حفنة من الراسبين في انتخابات رئاسة الجمهورية، (3) وسائل الإعلام وما تقدمه من ثقافة العنف من أفلام وألعاب كمبيوترية ورياضة العنف في الملاكمة والمصارعة، (4) تراخي البيت المصري عن مشاركة المدرسة في توفير تربية أخلاقية دينية سليمة للطلاب، وعدم التواصل مع المدرسة، كذلك عدم وعي الآباء لمتطلبات المراحل العمرية للأبناء والتي تتغير باستمرار، وبمدي أهمية العاطفة قبل المادة الأكاديمية والنجاح فيها، وغياب الرقابة الأسرية علي الأبناء والبنات وعدم وجود مصدر يمدهم بالحنان والعاطفة والمشاعر الجميلة التي يحتاجونها خاصة في مرحلة المراهقة، (5) قلة ممارسة الأنشطة الرياضية والأنشطة العلمية والاجتماعية والفنية في المدرسة لضيق الوقت وقصور الإمكانات المادية، ناهيك عن ثقافة الزحمة في المدرسة، وتكدس الفصول وارتفاع كثافات الطلاب في المدرسة الواحدة، (6) المناهج الدراسية التي تقدم معلومات وفيرة غير وظيفية غير متكاملة، وعدم تقديم مهارات الحياة، ومفاهيم التعامل الناجح مع الآخر، وافتقاد التعليم النقدي وثقافة التفكير والإبداع والعناية بثقافة التخزين والإيداع. - وعدم ربط المناهج الدراسية بمتطلبات المراحل العمرية لدي المتعلمين، ولا بتنويع المناهج بتنوع البيئات، وإهمال تقويم واحدة. - إن العلاج اللازم لحالات العنف في المدارس يتطلب أن يقوم بعمليات التعليم معلمون أكفاء مؤهلون تربويا منفتحون، مرنون مثقفون لديهم اتزان نفسي، قادرون علي التعامل الناجح مع الأبناء ناهيك عن التواصل المستمر بين البيت والمدرسة لمشاركة الآباء المدرسة في تحقيق أهدافها، وإتاحة الفرص لممارسة الأنشطة بجميع أنواعها، واعتبارها والتربية الدينية جزءا من المنهج الدراسي لها نصيب من الدرجات والتقديرات المؤثرة في النجاح، ورعاية المتفوقين وبطيئي التعلم وتوفير الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في كل مدرسة وهنا لابد من مشاركة الإعلام بوسائله المتعددة في تحقيق أهداف التربية المدرسية وتقديم برامج لتوجيه الوالدين إلي أساليب التربية الديمقراطية السليمة ذلك ان المثلث الذهبي للبعد عن العنف أضلاعه البيت والمدرسة والإعلام.