الخيانة ليست غريبة علي الإسرائيليين.. انها تجري في عروقهم مجري الدم. كل المسئولين الكبار في الدولة العبرية تورطوا بصورة أو بأخري في أعمال فساد واستغلال نفوذ وتربح ما يعد خيانة أمانة. الكيان الصهيوني نفسه قام علي خيانة ومؤامرة كبري بين بريطانيا العظمي وبين يهود أوروبا.. تورطت فيها إمبراطورية التاج البريطاني في خيانة العرب الذين وقفوا إلي جانبها في الحرب العالمية الثانية بمنح اليهود وطنا قوميا علي أرض فلسطين بدلا من أن تمنحهم الاستقلال الذي وعدتهم به نظير خدماتهم لها في الحرب.. خيانة. قادة الصهيونية العالمية خانوا أشقاءهم اليهود في كل دول العالم ودفعوهم دفعا للهجرة إلي الأراضي الفلسطينية التي استولوا عليها من دون وجه حق بمؤامرات خسيسة وصلت إلي حد قتل بعضهم في دور السينما وحرق مشروعاتهم الكبري حتي تكون الهجرة إلي أرض الميعاد المزعومة هي الخيار الوحيد..خيانة أخري. قتلة الأنبياء جبلوا علي الخيانة.. فما الغريب في الأمر؟ واستمرارا لمسلسل الخيانة أعلن الصهيوني المتطرف أفيجدور ليبرمان منذ يومين استقالته من منصبه كوزير لخارجية إسرائيل بعد يوم من اتهامه بالاحتيال وخيانة الأمانة قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية هناك. خيانة ليبرمان ليست جديدة ولكنها تعود إلي16 عاما مضت, خضع خلالها لملاحقات قضائية وجلسات استماع وتحقيقات من النيابة العامة تتعلق ب قضية السفيرالإسرائيلي في بيلاروسيا زئيف بن أرييه الذي تلقي منه ليبرمان مواد سرية تتعلق بتحقيق النيابة العامة البيلاروسية في شبهات ضده بموجب طلب من الشرطة والنيابة العامة البيلاروسية فكانت مكافأته تعيينه سفيرا لإسرائيل.. ليبرمان كان مطلوبا للعدالة في بيلاروسيا, وزئيف ساعده بطريقة مشبوهة علي الهرب من المساءلة القانونية.. خيانة في خيانة. وبمنتهي الوقاحة يعلن ليبرمان أنه لم يكن ملزما قانونيا بتقديم استقالته ولكنه قررالتخلي عن مهامه وعن حصانته البرلمانية لإنهاء هذه المشكلة ورد اعتباره! منتهي المراوغة والوقاحة.. ليبرمان أحد صقور حكومة الاحتلال الإسرائيلية لم يقطع الأمل في تولي مسئولية جديدة بعد انتهاء مشكلته ليكون علي حد زعمه جزءا من القيادة القوية المقبلة والموحدة في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها إسرائيل. ليبرمان أدري برفاقه في الكيان الصهيوني.. ويبدو أنه متأكد من عودته مظفرا رغم ما يثار حوله من شبهات. قائمة الخونة الإسرائيليين طويلة سبقه إليها أرييل شارون وإيهود أولمرت وموشيه كاتساف وغيرهم في فضائح فساد ترقي إلي الخيانة العظمي.. حيث لا أحد في إسرائيل فوق مستوي الشبهات. [email protected] رابط دائم :