في واحدة من أسوأ الحوادث التي شهدتها المدراس والجامعات الأمريكية خلال عقود, قتل أمس الجمعة ما لا يقل عن27 شخصا بينهم عدد كبير من الأطفال في إطلاق نار داخل مدرسة ساندي هوك الابتدائية في مدينة نيوتاون بولاية كونكتكت شمالي شرقي الولاياتالمتحدة. وذكرت وسائل الإعلام هناك أن من بين القتلي18 طفلا, فضلا عن ناظر المدرسة ومتخصص نفسي, ورجحت أن القاتل وهو في العشرينيات من عمره كان مسلحا بمسدسين قبل أن يفتح النارعلي التلاميذ ليلقيحتفه بعد ذلك حيث وجدت جثته داخل المدرسة. وأشارت أن الحادث هوالأسوأ منذ مقتل12 تلميذا مع أستاذ واحد ومهاجمين هما تلميذان عام1999 ليس هذا الحادث الأول لإطلاق نار داخل مدرسة أو مؤسسة أمريكية ولن يكون الأخير. فقد شهدت الشهور الماضية حوادث مشابهة في أكثر من ولاية أمريكية. وهذا المجتمع الكبير يسمح لمواطنيه بحيازة الأسلحة الآلية ويرخصها لهم, والأمريكيون غير مستعدين للاستغناء عنها, ويعتبرون ذلك حقا غير قابل للإلغاء مهما وقعت حوادث بشعة. من ناحية أخري.. يظل الأمريكيون أشخاصا يميلون للعنف ولاستخدام القوة بطبعهم, بدليل الأساطيل الأمريكية التي تجوب البحار والمحيطات ليل نهار لتمارس نوعا من البلطجة الإمبريالية التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا, وآلاف الجنود الموجودين علي متنها وفي قواعد عسكرية أمريكية في جهات العالم الأربع وهم جاهزون دائما للقتل من دون مبرر, هؤلاء الجنود في نهاية الأمر هم مواطنون أمريكيون يعودون لبلدهم في الإجازات أو يستقيلون من الخدمة وقد أصبح العنف من مكونات شخصياتهم. كما أن أفلام العنف التي تبثها كل وسائل الإعلام هناك تكرس لدي المواطنين مفاهيم العنف واستخدام السلاح لأتفه الأسباب. الحادث مؤلم جدا, والضحايا أطفال أبرياء في عمر الزهور, والجاني لقي حتفه, لكن هل يكفي هذا؟ بالطبع لا يكفي.. فموت القاتل لن يعيد طفلا واحدا ممن لقوا حتفهم إلي الحياة, وموت كل القتلة لا يشفي غليل أهالي الضحايا, ويتعين علي الأمريكيين أنفسهم أن يعيدوا النظر في مسألة حيازة الأسلحة وإلا يتعين عليهم أن يتوقعوا دائما سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء. الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعد أكبر منتج ومصدر للسلاح في العالم تكتوي بناره في عقر دارها وبأيدي أبناءها.. فطباخ السم.. لا بد له أن يتذوق طعمه مهما كان مرا. [email protected] رابط دائم :