بعد ازمة مالية طاحنة ضربت العالم في2008 مازال التعافي من الركود بطيء و برامج التوظيف تدعو للتشاؤم, ولذا كان من المهم النظر في طرق جديدة للخروج من هذه الازمة, من هنا تأتي أهمية كتاب كريس أندرسون الجديد) صناع.. الثورة الصناعية الجديدة) وهو المشجع الذي لا يكل من شرح الإمكانات غير المحدودة للاقتصاد الرقمي. أندرسون رئيس تحرير مجلة وايرد له بالفعل اثنين من الكتب المهمة لاستكشاف تأثير الانترنت علي التجارة والتقدم الاقتصادي. يري المؤلف أنه يمكن كسب العملاء واجتذابهم بشكل اسرع عن طريق الانترنت مما يخلق ثورة صناعية جديدة. ويصف أندرسون في كتابه الذي عرضه روث مايكل رئيس جامعة ويسليان ومؤلف كتاب ذاكرة التاريخ والصدمة) بصحيفة واشنطن بوست كيف أن التغييرات الهائلة في علاقاتنا مع المعلومات قد غيرت الطريقة التي يتم تسويق الأشياء بها, والآن بعد أن تم إطلاق العنان لقوة تقاسم المعلومات من خلال التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية, أصبح الصناع قادرون علي التعاون في التصميم والانتاج بطرق تيسر الاتصال بين المنتجين و الأسواق, فبفضل التكنولوجيا أصبح من الممكن لعشرات الآلاف من الشركات للعثور علي عملائها لتشكيل مجتمعاتهم مما يشكل قوة اقتصادية كبيرة لهذه الشركات. أندرسون يبدأ كتابه الجديد صناع مع قصة جده فريد هاوزر, الذي اخترع نظام الرش و كان قد رخص اختراعه إلي شركة حولت الأفكار إلي اشياء يمكن أن يتم بيعها الا أن اختراع جدة احتاج الكثير من الوقت حتي يتسني له الانتشار. ولكن اليوم يأتي دور الشبكات الاجتماعية من خلال تبادل الأفكار التصميمات والاختراعات, ومن ثم تحسين الأداء وإيجاد الكفاءات وسرعة تسويق الاختراعات. كتاب أندرسون هو دليل ممتاز للشركات التي تسعي لتسويق منتجاتها عبر الاسوق الدولية. الثورة الصناعية الجديدة, علي ما يبدو سوف تسهل القيام بمواجهة الفقر والمرض وتغير المناخ وهكذا يتحدث اندرسون عن تغيير الديناميات الاقتصادية بفضل الشبكة العنكبوتية ومن ثم ستجد الآلاف من المشاريع الصغيرة طرق جديدة لتكون مستدامة كما ستشتعل المنافسة بين العديد من الشركات لصالح المستهلك في النهاية.