عندما يصبح ما حولك شوكا تحس بعطر الورد من بين الأشواك. وعندما يصبح السرير الذي كان يوما ما راحة لجسدك( هو مصدر الشوك الذي يغرز في جسدك) ستشعر بأنك ستنال وردة جميلة, لأنك صبرت علي ما ابتليت به وتحت الشوك ورد, وعندما يصبح البساط الذي تدوس عليه بقدمك طوال السنين شوكا, يصبح الأمل في أن يتقبل الله منك, وأن يجعلك الله صابرا علي بلائه شاكرا لنعمائه هو الوردة الجميلة وراء هذه الأشواك. عندما تكون الملابس التي ترتديها, مهما كان نوعها وملمسها هي أشواك ودبابيس تغرز في جسدك تحس بتلك الوردة اليانعة من ورائها, وتحس بحب الناس من حولك ودعائهم لك, فإياك والقنوط واليأس,( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم). وما أدراك أن تكون هذه المحنة هي منحة من الله لك, وليجعلك أقرب إليه فيصبح قلبك نابضا بذكر الله, ولسانك وكل قطعة في جسدك تذكر الله. وعندما تشعر بالحرقة تسري في جسدك تذكر أن النار أشد حرقا فلتقل( اللهم أجرني من النار), وإن أحسست أن جسدك لم يعد يحتمل الألم فمد يدك إلي السماء وقل يارب, وتشبث بالدعاء وقل يارب ألهمني الصبر ولا تحملني ما لا طاقة لي به واعف عني. إنه المرض الذي يهبك قوة في الإيمان, وقدرة علي الصبر, وتحملا للألم, وحبا لله, وشكرا له, وتعلقا به, وأملا في شفائه, ورجاء في ثوابه, وطمعا في جنته. كلما أصبت بألم تذكر أن ذلك خير للمؤمن, فانظر إلي الخير الذي ساقه الله لك وستبتسم ودموعك تذرف من شدة ما تعاني. ستذرف دموعك لأن ألمك شديد فتنزل الدموع غزيرة, ولكنك تبتسم من قلبك كالشمس تسطع من بين السحب لتنير قلبك, ذلك أنك تعلم أن الله اختارك واصطفاك, وما ابتلاك إلا ليغفر لك. وقصص المعاناة مستمرة مع مرضي الفشل الكلوي, يطاردهم الموت في كل دقيقة, ويتجرعون الألم بكل مرارة, معاناة دائمة تقبع في حياتهم, آلام نفسية وجسدية واجتماعية تلاحقهم, فيما كل مريض يحمل معه قصة طويلة تختزل فصولها معاناته مع هذا المرض الذي أنهك أنفسهم وأبدانهم ولامازالوا يحلمون بالتخلص منه منتظرين التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياتهم, متمنين في الوقت نفسه من أفراد المجتمع أن يتفهموا حاجتهم لأعضاء, والأمل في الله كبير للحصول علي متبرع يخلص مريضا من معاناته المريرة مع الفشل الكوي ونسيان آلامه الكبيرة. إلي ذلك تنتظر المريضة شيماء محروس دياب محمد متبرعا بعد معاناة امتدت لسنوات تحملت فيها آلام المرض علي جهاز الغسيل, متمنية الحصول علي متبرع في أسرع وقت ممكن. وتقول: إن الخوف يقتلني في كل مرة أتردد فيها علي مركز الغسيل الكلوي, حيث يطاردني شبح الإصابة لتنتهي معه حياتي وتزداد معاناتي النفسية مع مشكلة أكبر من الفشل الكلوي الذي أعانيه. فأنا مريضة بفشل كلوي مزمن, وارتفاع بوظائف الكلي, وعمل جلسات غسيل كلوي دموي باستمرار بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيا ولم يتم إجراء جلسات فصل بلازما, وفي انتظار متبرع بكلية فصيلة دمه(+)A. المريضة: شيماء محروس دياب محمد