أري مصر علي حافة الهاوية بسبب العناد الذي صارت عليه الأطراف. فالجميع يرفعون شعار لا تراجع كأنهم ليسوا أبناء وطن واحد. أري مصر قريبة من ليبيا وقت الثورة علي القذافي. أراها قريبة من سوريا بعد الثورة علي بشار الأسد. مصر في وقفتها المشئومة تلك تخالف وصفها وقت الثورة علي الرئيس السابق الذي كان المعاند الكبير ومعه قلة تشاطره عناده. فوقت الثورة كان أوان بزوغ فجر جديد استبشر به حتي من كانوا من زمرة مبارك الكبيرة أو في ركابه الظالم الفاسد المستبد. لماذا تتغير بلادنا كل هذا التغيير إلي الأسوأ؟ لماذا يصر الإسلاميون علي تطبيق الشريعة قبل أن تتاح للرئيس فرصة إعادة الأمن وإصلاح الطرق وتنظيفها وتحسين التعليم وتقديم العلاج الطبي للفقير والمحتاج؟ لو أن تلك الفرصة أتيحت للرئيس لطاوعه كل الناس في تطبيق الشريعة. أتصور أن المصريين لو كانوا لمسوا تحسنا في حياتهم وموضوعية في تسيير أمورهم وتوظيفا للرجال المناسبين في الأماكن المناسبة لتفجر فيهم الأمل وتضاعفت قدرتهم علي البناء. مبكرا يريد الإسلاميون نصا يسمح لهم بأن يجعلوا الشريعة أساس كل قانون, وأساس كل تصرف وسلوك. فهل هذا ممكن في وقت فيه البلاد مكبلة بألوف القوانين متضاربة المنابع والاتجاهات, وفي وقت فيه جوعي ومحرومون لا يردعهم رادع مهما يكن عن السرقة والغش وسيخرجون فيه علي الشريعة كما يخرجون علي القانون؟ وكيف نطبق الشريعة ونحن لا نملك أدوات تطبيقها؟ الأمر الذي يمكن أن يجعلها تخرج عن مسارها. وفي المقابل هناك هؤلاء الذين وقفوا ضد الرئيس المنتخب رافعين شعار إسقاطه وبعضهم يقول إنهم لن يحاوروه إلا إذا سحب الإعلان الدستوري. مواقف الجميع, ينكرها الحس السليم.