إذا كان النادي الأهلي الذي يلعب وكل الأندية تتفرج عليه بعد تجميد النشاط المحلي إثر خروج الزمالك من دور الثمانية لدوري الأبطال الأفريقي ووداع إنبي للكونفيدرالية تلقي دعم وتأييد ومساندة وتعاطف كل المصريين. فإنه من سوء طالعه أن يحصل علي أغلي الكئوس وأرفع البطولات وأصعبها في تاريخه في وقت تسيل فيه دماء الأطفال في صعيد مصر ويسقط الشهداء في غزة, وتبكي المئات من الأسر المنكوبة دما بعد أن فقدت شهيدا أو ضحية هنا أو هناك, مما جعل الفرحة مكبوتة ولا تتناسب مع ما تحقق من انجاز ينسب لأعضاء الجهاز الفني واللاعبين الذين كانوا علي قدر المسئولية بعد التعادل المخيب للآمال أمام الترجي التونسي في ستاد برج, والذي حولوه إلي فوز مشرف وتاريخي في ستاد رادس. وإذا كانت الظروف تشابهت في مصر وتونس, أو علي وجه الدقة بين الأهلي والترجي إلا أن لاعبي الأهلي وأعضاء جهازهم الفني تحملوا ظروفا غير طبيعية دفعوا فيها ثمن الموقف المتخاذل للإدارة في مذبحة بور سعيد, وأيضا اتهام رئيس النادي بالكسب غير المشروع ومنعه من السفر والتصرف في أمواله وخروجه بغرامة قدرها2 مليون جنيه, وهو ما أدي إلي خصام- كان في حكم المستحيل- مع جماهير النادي التي كانت بمثابة الساحر والصديق في وقت الشدة! ولأنهم من أبناء هذا الوطن, فإن نجوم النادي الأهلي يقدرون الظروف التي تمر بها البلاد, ويجب ألا يحزنهم ألا ينالوا ما يناسبهم من الاحتفال, فكم احتفلت بهم الجماهير من قبل وقدرتهم ورفعتهم فوق الأعناق, ولكن هذه البطولة لها ظروفها الخاصة لأنها تتعلق بدماء شباب في عمر الزهور لم تصدر أحكام القصاص لهم, كما لم تخلع الإدارة ثوب الماضي, حتي أنها تحاول استغلال البطولة للنجاة من الحساب والعقاب, ولكن هذا الزمان انتهي ولن يعود, ولن تكون البطولات الرياضية مهما عظمت ستارا يحمي الفساد! ولابد من فصل ما يحققه اللاعبون وجهازهم الفني عن السياسات الخاطئة التي لابد أن يدفع أصحابها ثمنها حتي لو جروا إلي سلم الطائرة لاستقبال البعثة طمعا في صورة تجمل من صورتهم! [email protected]