مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي الإرهابي علي الشعب الفلسطيني في غزة يكاد المراقب لهذا العدوان الاجرامي وتداعياته وتطوراته وأبعاده علي الأرض, أن يلتقط عدة شواهد تعكس تطورا نوعيا في المشهد برمته بالمنطقة, فمع التسليم بأن الحروب التي يشنها العدو الإسرائيلي من آن لآخر تستهدف تقليم أظافر المقاومة الفلسطينية وكسر إرادة العرب وصولا لإهدار استحقاقات القضية برمتها, فإن الحرب هذه المرة جاءت بالعديد من المعطيات الجديدة التي لا يمكن تجاهلها, وقد بدا ذلك جليا في تعاطي مصر مع العدوان الصهيوني بدءا من سحب السفير, وزيارة وفد مصري رفيع المستوي برئاسة قنديل إلي غزة في إشارة واضحة علي أن مصر لن تترك غزة للعدو ثم التحذير شديد اللهجة من الرئيس مرسي إلي إسرائيل أمس وهي لغة مصرية جديدة في التعامل مع إسرائيل تبعث برسالة واضحة مفادها أن مصر استردت دورها واستعادت مسئوليتها وتحولت من مجرد وسيط إلي شريك فاعل في دعم الحقوق الفلسطينية. في المقابل هناك تحولات استراتيجية خطيرة علي الأرض في تقديري ستكون حاسمة في هذا العدوان أولها في الجانب الفلسطيني وأعني هنا التطور الملحوظ في نظم التسليح لدي فصائل المقاومة الفلسطينية وامتلاكها صواريخ بعيدة المدي نجحت بها في الوصول إلي تل أبيب لأول مرة منذ الاحتلال, وهو بلا شك تحول كبير سوف يدعم موقف المقاومة لكن علي الجانب الآخر تخوض إسرائيل هذه الحرب بمنظومة دفاع صاروخي لأول مرة تسمي القبة الفولاذية قادرة علي احراق الصواريخ بعيدة المدي التي تطلقها حماس, ونجحت بالفعل أمس في اسقاط صاروخ في البحر تم اطلاقه علي الكنيست, وهذه المنظومة مولتها الولاياتالمتحدة ب680 مليون دولار وتم إجراء تجاربها في الرابع من نوفمبر الحالي ويبدو أن إسرائيل اطمأنت علي كفاءتها فاعلنت الحرب علي غزة متجاهلة خطورة الصواريخ الحمساوية بل اعتقد انها تسعي من خلال الحرب إلي تحقيق عدة اهداف في مقدمتها تدمير قدرات المقاومة وتجريب الدرع الصاروخية استعدادا لحرب أكبر مع إيران وحزب الله, لا تخشي فيها الصواريخ بعيدة المدي, يبقي ان أضيف علي جديد هذه الحرب البعد السيناوي, الذي يعد رقما في المعادلة لا يمكن تجاهله في ظل وجود خلايا جهادية بسيناء تتربص بإسرائيل, وإمكانية جرها لهذه الحرب قد تكون واردة وفي هذه الحالة فإن مصر قد تضطر إلي ما لا ترغب!