تحظي هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي البريطانية بسمعة ومصداقية عالمية كبيرة, وتتميز أخبارها وتقاريرها الصحفية بدرجة عالية من الدقة ومستوي رفيع من المهنية. وإن كانت تتبني في أحيان كثيرة وجهات نظر منحازة خاصة في طريقة صياغتها للأخبار المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي كأن تصف عناصرالمقاومة الفلسطينية بالإرهابيين وأن تكتب جيش الدفاع الإسرائيلي دون الإشارة إلي كونه جيش احتلال مما يعكس موقفا مبدئيا ضمنيا منحازا.. ليس هذا موضوعنا علي أي حال. المؤسسة البريطانية تعرضت هذا الأسبوع لهزة عنيفة إثر استقالةاثنين من أرفع العاملين بها هما هيلين بودن رئيسة قطاع الاخبار ونائبها ستيف ميتشل عقب استقالة المدير العام جورج انتويسل السبت الماضي بعد شهرين فقط من توليه منصبه متحملا مسئولية إذاعة برنامج اتهم خطأ سياسيا سابقا بالتورط في فضيحة اعتداء جنسي علي أطفال ومراهقين وصرح رئيس مجلس الامناء بأن الهيئة تحتاج الي عملية إصلاح جذري من أجل البقاء بعد الفضيحة متعهدا بالعمل علي سرعة إيجاد بديل لانتويسل. والفضيحة تتعلق بنجم التليفزيون البريطاني الراحل جيمي سافيل الذي تصدرت أخباره عناوين الصحف البريطانية علي مدي الأسبوعين الماضيين حيث اتهمته بالتحرش بعشرات الأطفال والمراهقين في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين عندما كان في أوج شهرته, وكان وقتها يعمل مقدما للبرامج في الهيئة التي قررت فتح تحقيق مستقل في القضية المزعومة عقب تناول الصحف لها والوقوف علي أسباب إلغاء تحقيق صحفي كان يعده أحد محرري برنامج إخباري تحليلي بالهيئة عن الموضوع بعد أن وصل الجدل حول هذه الفضيحة إلي أروقة مجلس العموم البريطاني وطرح تساؤلات حول عدم التعاطي المبكر لها. وزيرة الثقافة البريطانية ماري ميلر أكدت أن القضية خطيرة سيكون لها مجموعة من الآثار السلبية علي عدد من المؤسسات العامة وليس فقط علي ال بي بي سي مشيرة إلي ضرورة فهم ما حدث من خطأ وكيف يمكن تصحيحه بينما حصلت الشرطة البريطانية علي12 ادعاء في هذا الشأن بعد اتصالها ب40 من الضحايا المحتملين. جولي فيرنانديز إحدي ضحايا سافيل شرحت كيف تحرش بها, بينما أسف ستيفين جورج أحد ضحاياه عندما وصف بالمجنون لإتهامه سافيل بالتحرش به, وأفاد عدد من الضحايا أن الاعتداءات الجنسية كانت موجودة بكثرة داخل المؤسسة الإعلامية ولم يقتصر فقط علي الراحل سافيل. فضيحة تحتاج لعشرات المقالات.. وللموضوع بقية. [email protected] رابط دائم :