تكلمنا في مقالة سابقة عن مبادرة المهندس محمد الظواهري شقيق الدكتور أيمن زعيم تنظيم القاعدة لعقد هدنة بين الغرب والتنظيم, وهذه المبادرة الخارجية تستحق الاهتمام والدعم والتفعيل لتحقيق مصالح عدة للتيار الإسلامي وللدعوة الإسلامية. وتأتي الآن مبادرة أخري تخص الشأ الداخلي المصري وهو ماأعلنه المهندس محمد عن استعداده للتوسط بين الحكومة المصرية والجماعات الجهادية العاملة في سيناء والمتهمة بإحداث أعمال عنف وقتل أخطرها مقتل16 عسكريا في رمضان والهجوم علي نقطة شرطة وقتل جنديين في الأيام الماضية, ومن نافلة القول أن نقول إن هذه المجموعات التي تربت علي كتيبات أبي محمد المقدسي وأهمها كتيب' ملة إبراهيم' الذي يتخذ من موقف ابراهيم عليه السلام وتبرؤه من قومه' الذين كانوا يعبدون الأصنام!' ذريعة للتبرؤ من الأوضاع الحالية في البلاد الاسلامية وإغفالها تطبيق الشريعة ومايترتب علي ذلك من محاولة تغيير هذا الواقع بالقوة, لاتعترف بالعمل السياسي ولا بالبرلمانات, ولا بالانتخابات, ولا بالتدرج ولا بالدعوة أولا لإزالة الجهل ورفع الحرج عن الناس, لكنها تؤمن بالتغيير الشامل وبفرض الأمر علي الناس لأن الإسلام قد اكتمل وأحكامه واجبة النفاذ فلابد للناس أن ينصاعوا ويرضخوا طائعين أو مكرهين, ولذا تلجأ هذه المجموعات إلي العنف وإثارة القلاقل لتقويض الأنظمة القائمة, وبرغم فشل هذه التجارب في مصر في التسعينات, علي يد الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد بعد تبنيهما للعمل المسلح مما نتج عنه العديد من الضحايا, وآلاف المعتقلين, وتشريد الأسر, وخوف الناس من الإسلاميين ورميهم بالارهاب, وتأخر الدعوة, وتقوية الحكم القائم واستغلاله الموقف لصالحه, بجلب المساعدات لنفسه, وتشويهه للحركة الإسلامية, مما دفع الجماعتين لايقاف العمل المسلح, الجهاد للعجز وعدم القدره, والجماعة الإسلامية لمراجعاتها الشهيرة, ومن نافلة القول أيضا أن نذكر أن أضعف دولة في العالم بأنظمتها وكياناتها مهما كانت ضعيفة تعتبر أقوي من أي جماعة تقوم علي العمل السري بمجموعة أفراد, وأيضا أن العالم الآن لن يسمح لأي تنظيم وخاصة القاعدة بوجود موطئ قدم لها أو التمكن من إقامة أي كيان علي الأرض, وتجربة الصومال وتدخل الاتحاد الأفريقي ضد حركة شباب المجاهدين, وماسيحدث في الأيام القادمة في شمال مالي من تجمع للقوات من جميع الدول لضرب وتصفية الجماعات الإسلامية المسلحة خير دليل وبرهان علي مانقول, والعجيب أنه بعد تجارب الربيع العربي, وماحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا إن شاء الله, وتأثير العمل الجماهيري والحشد السلمي, وعدم استخدام العنف ضد الجنود, ناهيك عن المدنيين بدعوي التكفير الهرمي الذي تتبناه بعض هذه الجماعات, يتبني بعض الأفراد والجماعات نفس الأفكار القديمة, ويريدون تكرار الأخطاء نفسها, لذا وجب علي الجهات المسئولة في مصر ألا تدفن رأسها في الرمال, وتكرر أخطاء نفس النظام السابق, بالاعتماد علي الحل الأمني فقط, والكبر والغطرسة في معالجة الموقف,أو تتخذ بعض الأجنحة في الأجهزة الأمنية من هذا الأمر ذريعة لايجاد نقطة نفوذ وتميز واستغلالها كفزاعة لتخويف الحاكم حتي يزيد ارتباطه بها واعتماده عليها, متغافلين عن مصلحة الوطن العليا, ومغلبين مصالحهم الشخصية, إن هذه الجماعات لن تستمع وتسجيب إلا لمن تثق به, ولمن يستطيع شرح الواقع الجديد, وسنة الله في التغيير وهي التدرج, وإعطاء الفرصة للواقع الجديد في مصر لكي يعطي ثمرته دون الدخول في مسارات وصراعات جانبية تستنزف طاقات الجميع, خاصة أن من يتولون الأمر عانوا من أجل هذا الدين وضحوا في سبيله ولكن بأسلوب سلمي, واعتقد أن المهندس محمد الظواهري مهيأ للعب دور الوساطة والتفهيم, وفأعطوا له الفرصة للتحرك والاتصال بهذه المجموعات بطريقته, ولاتستنكفوا أن تتخذوا كل السبل لحقن الدماء وتوفير الطاقات وغلق باب الفتنة الذي تتسلل منه كل القوي الكارهة والمعادية للمشروع الإسلامي, أمل ونداء للرئيس مرسي ليعطي إشارة البدء. [email protected] رابط دائم :