تمربنا الحياة ونحن نحمل بين جوانبها عوامل الخير والشر ونسعي الي أن نقطف ثمار الخير وكان علينا قبل القطف أن نسأل أنفسنا هل زرعنا الخير قبل أن نقطف الثمار؟ وعلينا أيضا أن نستيقظ من السبات العميق الذي قد أغرقنا في بحار النسيان وأضاع من بعضنا الحق والخير والاعتراف بالجميل وأصبح من الضروري أن نستيقظ لنواجه الحياة بنفس صافية تسعي الي الخير وتعمل علي تحقيق جودة حيواتنا وننتظر مسودة الدستور الجديد...بعد أن قام باعدادها كوكبة نحن نحترمهم ونقدرهم, ولكننا نقدم لهم العتاب المر, فقد تصفوا المودة بالعتاب!! لذلك نقول لهم كيف هان عليكم علماء مصر أصحاب التميز والانجاز في مجالات البحث, وكيف ارتضيتم لأنفسكم ان تقعوا في هذا الخطأ الفادح( الغاء المجالس القومية المتخصصة وهذا يعني إلغاء الفكر وإلغاء قيمة العلماء الذين يمثلون عقول مصرنا الغالية والعزيزة علينا, كيف هان عليكم وعلي مجلسكم الموقر واعضاء المجالس اصحاب الرأي والفكرالذي استرشدتم في اعداد الدستور المزعوم..لأن من يعد مشروعا دستوريا فعليه أن يتبع المنهج العلمي الرشيد الذي يستند الي المراجع العلمية ويستقي من مياه العلم المتدفقة كل مايحقق له الارتواء ويجنبه الوقوع في الخطأ أو التحيز أو المجاملة أو الذاتية, ولسوف أضرب مثلا لكي يجعل من لايري نور الشمس لعله يفرك بيديه عيونه ليزيل غشاوته...المجالس القومية تحتوي علي شعب متنوعة ومتعددة( شعبة الرعاية الاجتماعية شعبة الصحة شعبة الاسكان وشعبة التشريع والقانون شعبة البيئة وشعبة التعليم تتكاتف هذه الشعب لتتناول مشكلة مطروحة علي الساحة المصرية ثم تدرسها وفقا للمنهج العلمي السليم بعيدا عن الفكر العشوائي الذي يجعل أصحابه يقررون دون سند ويلغون دون رؤية علمية ودلائل تؤيدهم ولانملك إلا ان نقول لهؤلاء حسبنا الله ونعم الوكيل فهو الذي يعلم السر ومايخفي ويعلم سبحانه ماتخفي الصدور المجالس القومية المتخصصة من خلال الكوكبة العلمية الرائدة تتناول قضية من اهم القضايا..وهذه القضية مؤادها كيف يمكن تحقيق جودة الحياة لكل مصري سواء كان في الريف أو الحضر؟ وعندما طرحت التساؤلات حول الموضوع قام علماء الشعب يدلون بدلوهم بحيث تكاتف الجهود وافرزت الانجاز العلمي الموسوم بأسم نظرة مستقبلية لتحقيق جودة الحياة في مصر وهي دراسة قدمتها المجالس القومية من خلال شعبها المتعددة ولانهم يمثلون جماعة الخير والعلم والمواطنة الصادقة فقد استهل العلماء في دراستهم عن جودة الحياة بأن الحب هو أساس الشعور بجودة الحياة بعيدا عن القسوة والضغط والإرهاب, فالحب يحقق الوصال الحميم ويدفع دائما الي تكاتف القلوب وتآزر المفاهيم فالحب هو العطا والتفاعل السليم بين الفرد والآخر ولايعرف الحب الكراهية, لأن الكراهية نار تحرق صاحبها قبل ان تلمس أعداءه لذلك يكون منحرفا في سلوكه وافعاله وأفكاره كل من استبدت به الكراهية وجعلته اعتمادا علي شعورها الكاره لايري الحقيقة ولايعترف بها وبعد هذا الفكر الرائع للعلماء الأجلاء بدأوا يطرحون سؤالهم كيف نحقق جودة الحياة والسعادة) لكل مواطن مصري ولقد وجد العلماء أن موضوع جودة الحياة من الموضوعات متعددة الابعاد وتلك القضية لم تأخذ حقها في الثقافة الوطنية في مصر رغم توافرها في آلحضارة الفرعونية, والتأكيد عليها في كتابة ابن خلدون عن العمران البشري والعمران الحضاري وذلك في مقدمته الرائدة الشهيرة ولقد أصبحت قضية جودة الحياة من القضايا الحاكمة في هذا العصر الراهن حيث طرحت في مؤتمر هيئة الأممالمتحدة الذي عقد في مدينة ستوكهولم عام1972 عن بيئة الانسان كمظلة وقيمة توحي بجدوي الحياة وان الاهتمام بجودة حياة الفرد وضرورة اخلاقية لها مسوغاتها في مضمار الاعتراف بحقوق الانسان ثم حددت الدراسة الرائدة مجموعة من الأبعاد التي من شأنها أن تقوم بتجويد حياة الأفراد علي الوجه التالي العمل علي حفظ المتطلبات المادية وحماية الحرمات الفردية والجماعية, علي أن ينال كل فرد حقه دون تمييز لابد وأن نتعامل بمسئولية أخلاقية مع كل من يرعي ويعول من خلال ممارسة علاقات متعددة الأبعاد قبول الرأي الآخر بموضوعية وبعيدا عن الذاتية الاهتمام بالعنصر البيئي الذي يمكن الأفراد من هواء نظيف وزرع ونخيل العمل علي الوقاية والاصحاح الصحي من خلال حماية صحة المواطن حفاظا عليه من الأمراض. توفير الغذاء السليم لكل مواطن بأسعار يستطيع الفقير أن يدفعها, إلي جانب أن اهتمامنا بالفقراء هو ضرورة اجتماعية لابد وأن نسعي لتحقيقها لنشر السعادة تنمية المهارات والقدرات البشرية, وذلك عن طريق برامج التدريب التي تؤهل كل فرد لعمل يحقق فيه الانجاز, ويجعله يشعر من خلال تنمية المهارات بجودة الحياة عدالة التوزيع والحرص علي أن كل فرد يأخذ حقه بعيدا عن اطار الانانية والمحسوبية الاهتمام بعوامل الضبط والربط والعدل في كل مراحل الأداء الوظيفي, وعدم تفضيل فئة علي حساب أخري دورالاعلام لابد وأن يكون موضوعيا بعيدا عن المجاملات والخروج علي السائد المألوف من الأعراف والقيم. الاهتمام بالتعليم علي أن يكون مربيا بطريقة سليمة وواعية يقدم العلم بعيدا عن الفرضية أو التحيز لسياسة أو انصياع لسلطة تلك هي الأبعاد الرئيسية لجودة الحياة... حددها علماء المجالس القومية المتخصصة وإذا كانت النية خالصة وصافية نرجو لمن فكر في إلغاء المجالس القومية المتخصصة أن يراجع البحوث الرائدة التي قدمتها المجالس في عصر الفساد السابق دون خوف أو تردد فقد قدمت المجالس مشكلة العنف ومشكلة أطفال الشوارع ودعت من خلال بحثها الرائد عن المواطنة إلي ضرورة الاهتمام بتكوين واعداد المواطن المصري هذا وغيرها من البحوث وكان الاستاذ الدكتور ابراهيم بدران يعمل ابتغاء مرضاة الله وهو القائد لفريق العمل, وهو كعادته دائما واعتمادا علي استاذيته الفائقة النبيلة يقف مع الحق, ويتوالي مسئولية البحث العلمي بأمانة وصدق وهو باحث الرأي الحر الذي يعتمد علي الموضوعية والالتزام بالحق والسعي لعمل الخير لمصرنا العظيمة الغالية موظفا علمه الفائق ونبوغه وخبراته في مجال البحث العلمي والعلماء بأمانة العالم. لذلك نهيب بالسيد الاستاذ الدكتور الرئيس محمد مرسي الذي يفكر في نهضة مصر ليعمل علي تنميتها وهو رجل العلم, الذي كانت له انجازاته الفائقة وأدواره الرشيدة في مجال البحث العلمي وفي الجامعة فقد عاصر العلماء, وتلقي العلوم في أرقي الجامعات في مصر والعالم, نهيب بسيادتك يا رئيس مصرنا الغالية... أن تجعل من فكر في الغاء المجالس القومية المتخصصة ممن يعدون الدستور أن يتذكروا باخلاص جهود العلماء ولا ينسون انجازاتهم وحرصهم علي مصر وتقدمها ياسيادة الرئيس علماء مصر معك وهم الزملاء الابرار الذين يحبونك مهما حاول الذين لا يعرفون معني العلم والعلماء أن ينالوا منهم فالمجالس القومية فخر لمصرنا العزيزة وبحوثها الرائدة تناولت كل مشكلات مصر ووضعت لها الحلول الاجرائية السليمة وفق المنهج العلمي فهل يعقل بدلا من قراءة هذه البحوث والاستفادة منها أن نطالب بإلغاء المجالس القومية وهم من قاموا بهذه البحوث ونعاملهم بهذا الظلم والافتراء نحن الآن وفي زحمة أصحاب الفكر العشوائي نعاني من فقدان الحب المخلص لمصرنا الغالية, ونتطلع إلي الله أن يحمي علماء مصرنا الغاليةوأن يكون رئيسنا المنتخب داعيا وحاميا للعلم والعلماء لأنه رجل علم وبهذا سوف تكون نهضتنا التي يرسم خطاها رئيس يعرف قدر العلم وهو الأستاذ العالم القدير بإذن الله تعالي.