رغم أن مسابقات اختيار الأصوات الغنائية ليست جديدة,فإنه بات لافتا للنظر الأعداد الكبيرة التي تتقدم من المتسابقين لاجتياز الاختبار أمام لجان التحكيم, إذ تخطي عدد المشاركين في إحداها خمسة آلاف متسابق. وقد اثار هذا العدد تساؤلات حول أسباب هؤلاء المتسابقين للتقدم إلي تلك المسابقات وأهدافهم في حين ان كثيرا منهم لا يتمتعون بالحد الأدني الذي يؤهلهم للمشاركة, إضافة إلي أن المطربين الذين اجتازوا الاختبارات لم يستكملوا مشوارهم الغنائي حتي النهاية ولم يصمد منهم أحد في سوق الغناء ومن بين هذه الأسماء شاهيناز, شادي شامل, إيساف, محمدقماح هذه التساؤلات طرحتها الأهرام المسائي علي عدد من الموسيقيين. في البداية اعتبر الموسيقار حلمي بكر أن برامج المسابقات التي تختبر الأصوات الغنائية جميعها مبتورة ولابد أن تكمل عملها من خلال برنامج للاختبار ومساندة الفائز فيما بعد, مشيرا إلي أحد البرامج في أوروبا والذي يتكون من ثلاثة مستويات الأول بعنوان وجوه جديدة ومن ينجح يدخل مرحلة ضربة حظ, وفيما بعدها الناجح يدخل المرحلة الثالثة والتي يقدم فيها عرضا استعراضيا غنائيا ومن خلال تلك المراحل توجه الملاحظات. * وقال حلمي الموضوع ليس مجرد شهادة نمنحها للمطرب ونتركه, يجب علي المسابقة أن تستكمل عملها مع المتسابق الناجح لأن المطرب يحارب وحده, ويصبح مستهلكا, فمن الضروري أن نبحث عن أفكار جديدة, كما انتقد بكر من هاجم فكرة الحفرة التي تسقط فيها الأصوات غير الجيدة, مشيرا إلي أن تلك الفكرة تنبههم أن أصواتهم لا تؤهلهم للغناء وإن لم نفعل هذا سيذهبون لبرامج أخري كبيرة ويضيعون. * أما بخصوص الأعداد فأكد بكر أن ما ظهر علي شاشة التليفزيون ليست كل الأعداد فهناك كثير من المتسابقين لم يعرضوا, وكنا نحكم ليلا ونهارا لساعات طويلة وكانت هناك أوقات كثيرة أتعب من كثرة الجلوس علي الكرسي, وقمنا بتصفية الأصوات وتحملنا هذا, ورغم هذا تمت مهاجمتنا من أشخاص نسوا خبرة الفنان هاني شاكر والفنانة سميرة سعيد, وأنا لدي الخبرة المهنية والأكاديمية, المشكلة الحقيقية في انه أصبح عندنا مطرب لكل مواطن, لكن في البرنامج الذي أحكم فيه كنت مصرا أن يكون هناك استكمال للبرنامج بشكل آخر يصل بالمطرب للغناء أمام الجمهور مباشرة. ومن جانبه قال الموسيقار هاني مهنا أن هناك خللا في الذوق الفني العام وهذا أهم أسباب كثرة عدد المتسابقين والأعداد الكبيرة المتقدمة للبرامج يمكن أن نتفهمها في ظل عدد سكان مصر الذي تجاوز90 مليون نسمة, وأري ان المدارس هي أبرز العوامل التي أثرت سلبيا علي الذوق العام فقد أصبحت لا تدرس الموسيقي أو التذوق الفني كذلك فليست هناك قدوة فنية يقتدي بها الطلاب كما أصبحوا جميعا لا يعترفون بعمالقة الطرب أمثال كارم محمود وأم كلثوم وحتي عبد الحليم حافظ. وأوضح مهنا أن الغناء الحالي الموجود في الكليبات التي تذاع علي الفضائيات مجرد ملء فراغ, فيدفع مغني الكليب للقناة لكي يذاع, مما أحدث أيضا خللا في الذوق العام, وهنا يجب أن نشير إلي تقصير وزارة الإعلام والإذاعة والتليفزيون المنوط بها تقديم أعمال جيدة والارتقاء بالذوق العام, فلا يوجد تخطيط حاليا لتقديم فن جيد فبعد عبد القادر حاتم ويوسف السباعي وثروت عكاشة تاهت الخريطة الفنية التي كانت تهتم بتكوين الإنساني الفني وكانت تربي وجدان الناس, كما اننا كمصريين نحب الشهرة والاعلام وان نبقي موجودين في الصورة, لكن الغناء له طقوسه يجب احترامها وأحمل الدولة مسئولية هذا العبث. وقال الموزع الموسيقي عادل عايش أن برامج المسابقات الفنية مهمة جدا وتفيد الوسط الفني, فخرج منها مطربون كبار مثل ملحم زين, وديانا كرازون, وأيمن الأعسر, وعبد الفتاح الجريني, فهي تدعم الموهوبين في مصر والدول العربية, والأعداد الكبيرة دليل علي أن مصر تمتلك مواهب كثيرة فأعداد المتقدمين لا تذكر أمام عدد السكان. وأوضح عادل أن تلك البرامج لها عيب واحد أنها لا تستكمل واجبها تجاه المطرب فيجب أن توجه الأصوات وتنتج للفائز أغنية أو ألبوما وتقف بجانبه حتي يثبت وجوده, وهذا الزخم يسعدنا كعاملين في الوسط.