لم أكن أصدق نفسي وأنا أشاهد حلقة من البرنامج الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة باسم أجرأ الكلام علي قناة القاهرة والناس أمس الأول حيث خرج البرنامج بموضوع الحلقة التي جاءت تحت عنوان ممارسة الجنس قبل الزواج!! علي كل القيم وانتهك الحرمات وانجرف تحت دعاوي حرية الإعلام والرأي إلي هوة الاسفاف والانحراف في انتهاك صارخ واختراق فاضح لحقوق المشاهد, وكأن قضايا الوطن وهموم المواطنين لم يتبق منها سوي الجنس حتي تتم مناقشته بهذه الصورة السافرة مفقودة الحياء ومعدومة الخجل. بدون حياء طل من الشاشة ثلاثة شبان بينهم فتاة, يحكون ويروون بجرأة غير المتربي تجاربهم في ممارسة الزنا وبجرأة مغلفة بالبجاحة قال أحدهم انه غير نادم علي ممارسته الجنس مع فتيات تربطه بهن علاقة جنسية وانه مقتنع بأن هذه العلاقة مشروعة طالما انها برضا الطرفين, بل تمادي بدون خجل ولانخوة عندما سئل عما اذا كان يقبل علي شقيقته ان تمارس الجنس مع شاب آخر فقال: نعم طالما هي مقتنعة وبكامل حريتها!! فيما قال آخر انه مارس الجنس مع مطلقة كان ينوي الارتباط بها وانها هي التي دفعته لذلك ولايمانع ان يتزوج زانية بينما قالت الفتاة انها مارست الجنس مع شاب بهدف الفضول وبدافع الحرية التي تؤمن بها!! ما هذا الذي يحدث؟ وهل وصل الامر بالاعلام المصري الي هذه الدرجة من الانحطاط والسقوط؟ وإلي هذه الدرجة اصبحت شاشة التليفزيون نافذة لعرض تجارب الفجور والرذيلة بدلا من ان تحض الشباب علي الفضيلة والقيم النبيلة. ولم تغفر الحبكة الاعلامية التي قام بها مقدم البرنامج هذه السقطة باستضافته الدكتورة آمنة نصير الاستاذة بجامعة الازهر للرد علي الشباب والتي كنت اتمني ان تنأي بنفسها عن المشاركة في مثل هذا البرنامج الذي اتخذها محللا لإثارة هذا الموضوع الهابط الساقط حتي وان كانت قد هاجمت فكر هؤلاء الشباب واعتبرته خروجا عن الدين والشريعة. أن حرية الاعلام وجرأة الكلام تعني انتقاء القضايا الجماهيرية الجادة والموضوعات الهادفة التي تقدم فكرا وتضع حلا وتغرس القيم وتشحذ الهمم وتحض علي الفضيلة وتنهي عن الرذيلة, اما ان يكون أجرأ الكلام في الحرام فتلك كأرثة وكفي المجتمع مايعانيه من تفكك وتمزق وانهيار في القيم والاخلاق. اتقوا الله في شباب مصر