المتهمون تجمع محمود وعمرو ومحمد زملاء المدرسة الاعدادية كعادتهم صباح كل يوم متخذين ذات الطريق إلي المدرسة مرورا علي الأشجار التي اعتادت عليهم وحفظوها وتباري كل منهم في سرد ما فعله في اجازة العيد وإلي أين ذهب وكيف مضت ساعات الفرحة والبهجة مع الأهل والأقارب التي ينتظرها كل عيد. كانت اللحظات الجميلة تتقافز في شكل كلمات وصيحات عالية ويقاطع كل منهما الآخر في ود واضح وشعروا بالسخونة تتسلل إلي أطرافهم من احتدام الحكي, كانوا يتقافزون في الطريق ولم يلحظوا أعين ثلاثة شياطين يقتربون من نفس مرحلتهم العمرية, كانت أعينهم ترقبهم منذ أول الطريق ويشعرون أنهم صغار وغنيمة سائغة لهم خاصة وأن محمود كان كل لحظة يرفع تليفونه المحمول ويلتقط صورا تذكارية لزميليه. وما إن وصل زملاء المدرسة إلي مكان وقوف الذئاب الصغار حتي ابتدرهم أحدهم بالقفز واختطاف محمول محمود, بعد اعتراض الاثنين الآخرين طريق الزملاء, ورفع أحدهما مطواة في وجوههم مهددا إياهم بعدم الاقتراب, شل تفكير الزملاء, ونظر كل منهم إلي الآخر في رعب كان نصل المطواة يلتمع إلا أنه لم يمنع محمود من صياحه فيهم لاستعادة محموله, جن جنون الشياطين واعتبروا مطالبتهم بما يملكه اعتداء عليهم فقفز أحدهم ومزق ملابس محمود بشراسة, وحاول زملاؤه انقاذه من الهجوم المباغت إلا أن أحدهم عاجل محمود بطعنة بالمطواة في صدره وبمجرد وقوعه علي الأرض مضرجا في دمائه لاذوا بالفرار. وصعق عمرو ومحمد زميلاه وزميلهم تنزف الدماء منه بغزارة. كان العميد نائل ثروت مأمور قسم شرطة المعادي قد تلقي اخطارا من مستشفي مبرة المعادي باستقباله محمود رضا إبراهيم14 سنة طالب بمدرسة المعادي الإعدادية ومقيم بدار السلام جثة هامدة وبه إصابات عبارة عن طعنة بالصدر. وبالانتقال والفحص وسؤال زملائه عمرو14 سنة الطالب بذات المدرسة والمقيم بدار السلام, ومحمد14 سنة الطالب بذات المدرسة والمقيم بنفس المنطقة, قررا أنه حال وجودهما بصحبة المتوفي وسيرهما بآخر شارع(9 ب) بمنطقة دار السلام في طريقهما للمدرسة فوجئوا بشخصين أدليا بأوصافهما القريبة وقام أحدهما بتهديدهم بمطواة كانت بحوزته, وقام الآخر بخطف الهاتف المحمول الخاص بالثاني ولدي قيامهم بمحاولة استعادة الهاتف قام أحدهما بتمزيق ملابس المجني عليه وقام الآخر بالتعدي عيه بمطواة محدثا اصابته التي أودت بحياته ولاذا بالفرار, وبوضع تفاصيل الواقعة أمام اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة كلف الإدارة العامة لمباحث القاهرة بسرعة التحري عن الواقعة وضبط مرتكبيها والسلاح المستخدم في اسرع وقت. تم وضع خطة بحث تحت اشراف اللواء سيد شفيق مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه وباستخدام التقنية لفحص خط سير هروب الجناة وفي اقل من12 ساعة تمكن المقدم محمد العسيلي رئيس مباحث المعادي من تأكيد التحريات بأن وراء الحادث كل من محمد17 سنة عاطل ومقيم بالبساتين, ومصطفي وشهرته الأوزعة15 سنة عاطل ومقيم بدار السلام, واسلام وشهرته العفريت18 سنة عاطل ومقيم بالعنوان السابق, ومصطفي وشهرته زيتونة16 سنة عاطل ومقيم بدار السلام. وعقب تقنين الاجراءات تم ضبطهم وبحوزة الثالث الهاتف المحمول المستولي عليه, كما ضبطت المطواة المستخدمة في الواقعة بإرشاد الأخير وعليها آثار دماء المجني عليه, وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الحادث بقصد السرقة. حرر محضر بالواقعة وتم احالتهم للنيابة لمباشرة التحقيق.