مكث الشابان خارج منزل رجل الأعمال بمنطقة المعادي يراقبانه ويرصدان الأوقات التي يخرج فيها بمفرده, حتي حانت اللحظة المناسبة وظهر وحيدا, ونظر كل منهما في ساعته وتلفت يمينا ويسارا, ثم انقضا عليه ولم يحتاجا الي جهد كبير في السيطرة عليه واختطافه, واقتياده الي مسكن أحدهما بالجيزة بعد أن أوثقاه بالحبال وقاما بارهابه وتهديده, ووسط ذهول الرجل المسن اخرجا له أوراق بيع نهائي لعدد من ممتلكاته كان قد اشتراها من جهاز المدعي العام الاشتراكي منذ فترة, وحاول رجل الأعمال الامتناع عن التوقيع ولكن خوفه علي حياته كان أسرع واستطاع المجرمان إكراهه وتوقيعه علي بيع أملاكه. وفي اليوم التالي اصطحباه الي الشهر العقاري بعد تهديده باختطاف أبنائه وأفراد أسرته وايذائهم في حالة إبلاغه للشرطة وقام بتوثيق عقود البيع بالشهر العقاري, ثم اطلقا سراحه, وعاد الرجل الي منزله يحدث نفسه غير مصدق انه قام بالتوقيع علي بيع أملاكه وفي النهاية حسم أمره واتجه الي المقدم محمد العسيلي رئيس مباحث المعادي في حالة هياج شديد, فهدأ من روعه وبدأ في سماع بلاغه في محضر رسمي. ونظر الرجل الي الأرض وارتفع صوته وهو يقول أنا محمد مجدي كمال الدين عمري62 سنة رجل أعمال ومقيم بالمعادي اختطفني مجهولان وأوثقاني الي منطقة مجهولة بعد ان عصبا عيني, وفوجئت بهما بعد رفع العصابة عن عيني قد جهزا أوراقا بعقود بيع نهائي لعدد من ممتلكاتي, وأنهما يعلمان كل كبيرة وصغيرة عني, وأجبراني علي التوقيع ببيع قصر بمنطقة بيانكي بالاسكندرية, ومصنع للطوب الطفلي, ومعرض كبير للسيارات تبلغ مساحته5 أفدنة بمنطقة مشتول السوق بالشرقية, وبعد التوقيع علي هذه الأوراق هدداني باختطاف ابنائي وأفراد أسرتي ولن أراهم ثانية مدي الحياة إن لم اطعهما فيما يطلبانه. وصمت الرجل وملأت الدموع عينيه وخفض صوته قائلا شعرت بجدية تهديدهما وملأني الرعب خوفا علي ابنائي وأسرتي, فاصطحباني في اليوم التالي بعد ليلة مرعبة قضيتها معهما الي مكتب الشهر العقاري لتوثيق العقود, وقمت بمجاراتهما وأتممت لهما ما أرادا. وبعد أن انصرف الرجل أبلغ العسيلي كل ما أمامه من معلومات عن الواقعة الي اللواء سيد شفيق مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ليرفع تقريرا مفصلا بما حدث الي اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة, الذي أمر بتشكيل فريق بحث, أشرف عليه اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية لكشف غموض الواقعة. وتبين بعد التحريات وجمع المعلومات, أن وراء ارتكاب الواقعة أحمد. ص33 سنة مقيم بالقليوبية, ومحمود. م40 سنة سائق ومقيم بالجيزة, ومحكوم عليه بالسجن لمدة5 سنوات في قضية سرقة بالاكراه وبالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية ومديرتي أمن القليوبية والجيزة تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين, وبمواجهتهما أمام اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث اعترفا بارتكابهما الواقعة بتحريض من أ. م موظف تنفيذ بإدارة فرض الحراسة بجهاز المدعي العام الاشتراكي وعماد. أ رجل أعمال ومقيم بالدقهلية, وابراهيم. أ رجل أعمال ومقيم بذات العنوان, وذلك مقابل مبلغ مالي قدره100 ألف جنيه وأنهما حصلا علي20 ألف جنيه مقدم تنفيذ العملية, علي أن يقتصر دورهما علي التعرف علي المجني عليه, واختطافه وايداعه بمسكن المتهم الثاني, وأقرا انهما نفذا مخططهما بحجة أنه قام بشرائها من جهاز المدعي الاشتراكي بأثمان لا تتناسب مع قيمتها الحقيقية, وأن بعضها كان مملوكا لوالد المتهم الخامس صاحب احدي شركات توظيف الأموال والمتواجد حاليا في انجلترا والذي يرغب في استعادتها. رابط دائم :