لم تنته فصول الإفراج عن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي بكفالة مالية عند حدود بدء مراحل التقاضي في الاتهامات المنسوبة إليه، توالت ردود الأفعال داخل النادي الأهلي خلال الساعات الماضية حول جدوى استمرار حسن حمدي في منصبه وظهرت رسائل جماهيرية أبرزها من رابطة الالتراس تدعوه للرحيل بعد نفاذ رصيده لدي الجماهير وترك منصبه في الساعات المقبلة في الوقت الذي لا يزال تجميد نشاطه كرئيس خيارا مطروحا بقوة لحين الفصل في القضية سواء أدين حسن حمدي أو تم تبرئته فالقرار الأول الذي يحفظ هيبة النادي القاهري الأكبر في مصر ولا يتوقف الأمر عند هذا الحل بل يتطلب التفتيش في كل أوراق النادي المالية وتعاملاته خلال عقد كامل ترأس فيها حسن حمدي ولا يزال النادي الكبير خاصة وان الفضيحة تخص سمعة الأهلي ووجود خسائر مالية بالجملة عاني منها الأهلي في عهده وأخرها وصول الخسائر إلي 30 مليون جنيه في آخر ميزانية مالية والتي نسبت إلي توقف نشاط الكرة في مصر. وتعاملات الأهلي المالية الضخمة ليست أمرا هينا يمكن فصله عما يجري التحقيق فيه مع حسن حمدي حول فترات إدارته لوكالة الأهرام للإعلان لفترة تخطت 20 عاما. لكن وزير الرياضة لا يسمع ولا يري ولا يتكلم! وتجميد حسن حمدي خطوة تأخرت وكان وقتها عندما فقد النادي الكبير ل74 شهيدا من جماهيره قتلوا في مذبحة بورسعيد الشهيرة في الأول من فبراير الماضي بعد انتهاء لقاء الأهلي والمصري في الدوري. حسن حمدي مسئول عن هذه المذبحة. فهو لم يحاول اتخاذ تدابير أمنية لتأمين سلامة المشجعين بل ظل حتى اللحظات الأخيرة يفكر في تنظيم رحلات السفر إلي بورسعيد وعندما تم إلغاء الرحلات لم يفكر أيضا في تحذير الجماهير أو التواصل مع رجال الأمن. وعزل حسن حمدي بعد سقوط الشهداء كانت العدالة الغائبة في تعامل الدولة مع المذبحة.ووقتها أجبر سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ومجلسه علي تقديم استقالاتهم من الجبلاية. وجاء الإجبار بعد إعلان الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وقتها عزل سمير زاهر. وسارع كامل أبوعلي رئيس النادي المصري بتقديم استقالته من منصبه واعتزال الإدارة وسافر إلي الخارج. ثم عاد بناء علي ضغوط تميل إلي فكرة تعرض المصري لمؤامرة لتوريطه في الحادث. الوحيد الذي نجا من المذبحة السياسية كان حسن حمدي الذي خطف "إعجاب الملايين" لأيام قليلة بعد إعلانه وضع كل إمكانات الأهلي لخدمة قضية الشهداء ورعاية أسرهم. لكن سقط هذا القناع سريعا بفضل الالتراس الذين رفضوا المتاجرة بدماء أصدقائهم وكشفوا النقاب عن عدم تقديم حسن حمدي دعما للقضية. وخرجت المظاهرات ضد حسن حمدي تطلب عزله من منصبه بقائمة طويلة من الاتهامات ابرزها غض البصر عن واقعة إلغاء العقوبات ضد المصري في المحكمة الرياضية الدولية بالاتفاق مع هاني أبوريدة وكامل أبوعلي. وأيضا التفريط في حقوق الشهداء بالموافقة علي استئناف النشاط الكروي محليا دون القصاص وإهمال رعاية أسر الشهداء لفترات طويلة. وبسبب حسن حمدي حوصر النادي الأهلي بالآلاف من الشباب يهتفون ضد الإدارة ويقتحمون تدريبات فريق الكرة لمنع إقامة أي تدريبات. وما يتطلب من شفافية تصر عليه الثورة. تزداد قوة الأصوات المطالبة بتجميد حسن حمدي في ظل رئاسته لملف رياضي خطير وهو ملف البث الفضائي الذي تتفاوض بشأنه الأندية مع القنوات الفضائية لبيع حقوق إذاعة مباريات الدوري الممتاز في الموسم المقبل، وهو ملف تتجاوز قيمته المالية 100 مليون جنيه سنويا. وطالما دارت حوله شبهات في التعامل مع تسعيرة الموسم ومتابعة سداد القنوات للمستحقات ولا أحد ينسي واقعة مالك قناة رياضية سابق عندما خرج في أحد البرامج يتحدث عن عمولات سرية يحصل عليها مسئولون لم يحدد هويتهم. حسن حمدي رجل شاخ في العمل داخل النادي الأهلي فهو ضيف دائم علي مجلس الإدارة ل28 عاما متصلة منها 10 أعوام في رئاسة النادي. فهو بدأ حياته عضوا في مجلس الإدارة عام 1984 ثم أمينا للصندوق عام 1988 حتي الانقلاب الشهير علي محمد عبده صالح الوحش في مطلع عام 1992 فوكيلا ونائبا ل10 أعوام 1992 2002 ثم رئيسا للأهلي في عام 2002 حتى الآن. والأهلي تحت رئاسة حسن حمدي يعيش منذ عام 2008 انهيارا كرويا كبيرا. فمنذ ديسمبر 2008 خسر سباق الفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا ومكافأة مالية تصل إلي 4 ملايين و500 ألف دولار ومثلها لعدم التأهل إلي نهائيات كأس العالم للأندية أي 9 ملايين دولار 54 مليون جنيه في 3 اعوام فقط وتوقفت عجلة البطولات في الأهلي علي إحراز لقب الدوري الممتاز وخسر في المقابل كأس مصر 3 مرات. وهي نتائج ضعيفة ومتواضعة وفيها تتفوق الاخفاقات علي الانجازات. بل ان حسن حمدي أفقد الأهلي ملايين الجنيهات بسبب قرارات غريبة مثل الاستغناء عن النيجيري كافي أباي بعد سداد 220 ألف دولار وقبل أن يلعب الكرة وخسارة أكثر من 7 ملايين جنيه في رحيل فابيو جونيور البرازيلي بدون مقابل وأصبح الأهلي معتادا علي فخ العقود مع فابيو جونيور ومن قبله فرانسيس دورفوركي وعبدالسلام بن جلون ومحمد غدار. وأطاح حسن حمدي بتقاليد الأهلي عندما أعلن التعاقد مع حسام البدري لتولي منصب المدير الفني في صيف العام الحالي خلفا للبرتغالي مانويل جوزيه بعد أقل من عامين علي واقعة هي الأولي من نوعها في تاريخ الأهلي تمثلت في استقالة حسام البدري من تدريب الفريق أواخر 2010 تلبية لهتافات جماهيرية مضادة له. حسن حمدي بدأ عهده بالتخلي عن الفريق عبدالمحسن مرتجي المرشح للرئاسة في انتخابات عام 1984 عندما أكد له دعم فريق الكرة له ضد صالح سليم رئيس النادي وظلت أسهم مرتجي تتضاعف في استعادة الكرسي الكبير حتى تلقي صدمة كبيرة صباح يوم الانتخابات عندما فوجئ بحسن حمدي وكبار اللاعبين يدعون إلي صالح سليم ضده. وحسن حمدي هو من أطاح بالراحل محمد عبده صالح الوحش رئيس النادي بين عامي 1988، 1992 عندما حاول الوحش التعاقد مع محمود الجوهري لتدريب الفريق ووجد حمدي وقتها صالح سليم يدعو من لندن إلي عقد جمعية عمومية طارئة ضد الوحش فقاد تمرد مجموعة الستة في المجلس التي فاجأت رئيس النادي بالاستقالة من مناصبهم لينهار المجلس ويرحل الوحش بعد أن تحول إلي خصم سهل في وجه صالح سليم. وصالح سليم نفسه تذوق من كأس حسن حمدي شديدة المرارة عندما دب الخلاف الشهير بينهما في عام 2001 ووجد صالح سليم في اجتماع لمجلس الإدارة غاب عنه حسن حمدي يتزعم لوي المجلس لإقالة شقيقه طارق سليم من منصب المشرف العام علي الكرة. وعندما عاد صالح سليم إلي القاهرة مسرعا قرر إلغاء تفويضه لحسن حمدي بالإشراف علي الكرة في غيابه وتولي المنصب برغم تقدم سنه ودعم مانويل جوزيه المدير الفني حتى حقق الفريق لقب دوري أبطال إفريقيا 2001 ولقب كأس السوبر الإفريقي 2002. رابط دائم :