يذهب الناخبون إلي صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس من بين عدد من المتنافسين في الدول الديمقراطية, وفي الدول التي تحاول أن تتجمل لا يزيد عددهم عن متنافسين اثنين, أحدهما مرشح صوري لدواعي الديكورالديموقراطي والآخر هو الفائزلا محالة. وأحيانا يتم الاستفتاء علي شخص واحد كاختيار وحيد يتوجب علي الناخبين إما الموافقة عليه أو الموافقة عليه, دونما بدائل. ينجح الرئيس ويفاجأ الناخبون بأنهم اختاروا شخصين أوشخصا ذا وجهين, الأول هو الرئيس والثاني زوجته, إذ لم يحدث أن فاز رئيس أعزب.. فهذا أمر غير مقبول ونادر الحدوث, ومثل وجهي العملة يتعين علي الكل الامتثال للأمر الواقع وقبول العملة بوجهيها( الملك والكتابة), الرئيس هو الملك بطبيعة الحال, وزوجته هي الكتابة أو الوجه الآخر للعملة! الأول يصل إلي منصبه عبر صناديق الاقتراع, والثاني يفرض نفسه بورقة مأذون أوقس أو موظف أحوال مدنية. الرئيس يمارس صلاحياته بحكم القانون, وزوجته) السيدة الأولي( تمارس صلاحيات أخري موازية بموجب الالتصاق الوجوبي بشخص الرئيس, وتفرض واقعا جديدا لم يخطر علي بال الناخبين, وربما علي بال الرئيس نفسه بلا مبرر. تبدأ السيدة الأولي في ممارسة دورها المعتاد في دعمالمرأة والأعمال الخيرية, ويتطور هذا الدور بالتدريج إلي التأثير السياسي المباشر, ثم يصل إلي حد ممارسة الفساد بكل أشكاله. في عالمنا العربي شهدنا نماذج فجة وخطيرة لعل أبرزها السيدة صفية فركاش الزوجة الثانية للقذافي التي تزوجها عام1971 عقب خضوعه لعملية إزالة الزائدة حيث كانت ممرضته, والتي قدرت صحيفة يو إس توداي الأمريكية ثروتها فيما بعد ب30 مليار دولار من أموال الشعب الليبي..تتمثل في شركة طيران البراق التي تملكها, إضافة إلي مخزون من الذهب يقدر ب20 طنا!! وهي بذلك تتفوق علي ليلي طرابلسي الزوجة الثانية للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي التي استطاعت أن توجه نفوذ زوجها السياسي لمصلحة أفراد عائلتها وسيطرت علي أهم التوكيلات التجارية والمؤسسات الاقتصادية للدولة. تمكنت الطرابلسي من تهريب1.5 طن من الذهب بقيمة65 مليون دولار إلي خارج تونس قبل هروبها مع زوجها بيوم واحد فقط, في حين جمدت المصارف السويسرية ملايين الدولارات باسم أفراد عائلتها. وفي مصر نتجرع حتي اليوم مرارة ممارسة السيدة سوزان ثابت الوجه الآخر للمخلوعنفوذها الطاغي حيث كانت وفقا للمحللين السياسيين القوة المحركة نحو التوريث, والذي كان أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع الثورة. ولا شك في أن هذا الوجه القبيح للعملة لا يظهر إلا في مجتمعات غير ديمقراطية مغلوبة علي أمرها.. أما المجتمعات الديمقراطية فمحصنة تماما ضد هذا الوباء. [email protected] رابط دائم :