لقد ادارت المؤسسة العسكرية مجموعة من الاعمال العسكرية المتعددة والتي تمت في اطر زمنية خاصة, ولكن نركز باختصار علي دور المؤسسة العسكرية في أربع حروب والبداية كانت مع حرب1948. وهي الحرب التي فرضت علينا فرضا فلا مجال للنكوص عنها أو تجنبها وهي الحرب التي خاضها الجيش المصري والجيوش العربية عام1948 دفاعا عن ارض فلسطين بعد إعلان دولة اسرائيل عام1948. والواقع ان سخرية القدر من الأمة العربية وصلت الي حد ان جيوشها التي دخلت فلسطين لتحافظ علي الحق العربي فيها كانت تحت القيادة العليا لأحد العملاء الذين اشتراهم الاستعمار بل ان العمليات العسكرية تحت هذه القيادة العليا كانت في يد ضابط انجليزي يتلقي الأوامر من نفس الساسة اليهود ليعطوا للحركة الصهيونية وعد بلفور الذي قامت علي أساسه الدولة اليهودية. ومن ثم فان الهزيمة العربية في تلك المعركة التي لم يستعد لها احد في تلك الظروف كانت مقدرة ومحتملة قبل الاشتراك فيها. ثم كانت الحرب التي لم يكن من الممكن تجنبها( اكتوبر1956):, فقد كانت حرب التحدي لكل ما تطرحه ثورة يوليو1952. وقد انتصرت مصر جيشا وشعبا وقيادة حربا ودبلوماسية فائقة الاداء المتميز في استغلال الظروف الدولية المواتية, اما الحرب التي كان يلزم تجنبها وهي حرب عام1967 فقد كانت حرب الضغوط الاقليمية والمحلية والدولية ومن ثم فالحرب جاءت محصلة لهذه الضغوط وليست خلاصة لقرارات مدرسة فكر عسكري مدروس ومنطقي أو اختيارا لزمان ومكان المعركة! وقد أدي التجاوب مع تلك الضغوط الاقليمية والمحلية والدولية الي حد الهزيمة العسكرية. اما الحرب الرابعة فهي الحرب التي شهدت عبقرية الاداء السياسي العسكري عام1973 بشهادة الجميع: شهادة الذين ينقدون الاستثمار السياسي للاداء العسكري في هذه الحرب وشهادة الذين ينتقصون من قدر الاستثمار العسكري للأداء السياسي لها..!. إن حرب اكتوبر1973 كانت بمثابة النهوض بعد الانهيار والقيام بعد التقاعس والنشوة بعد الحسرة. وتجيء ذكري حرب اكتوبر المجيدة تأكيدا علي قيم ومعان ودروس عظيمة, حققت هذا النصر المبين, الذي اعاد للوطن كرامته, وللعسكرية المصرية أمجادها ورفع هامات العرب, وصحح مسيرة التاريخ, وفتح الطريق لسلام عادل وشامل. وهذا الإنجاز الرائع التي حققته قواتنا المسلحة الباسلة في حرب أكتوبر المجيدة, هو شهادة مجد لشعب مصر العظيم, الذي تحمل أعظم التضحيات وأغلاها, وهو يخوض معركة حياة ومصير في ظروف بالغة الصعوبة صونا للعرض وثأرا للكرامة. وأثبت المصريون في حرب أكتوبر قدرة فائقة علي الإمساك بزمام المبادأة فلأول مرة يقوم العرب بالهجوم ولا ينتظرون الرد علي الأفعال المتخذة ضدهم. وذلك فضلا عن حساباتهم الدقيقة في التخطيط, ودقتهم المتناهية في التنفيذ وبراعتهم في إيجاد حلول بسيطة لمشاكل مستعصية, لكن وجه الإعجاز الحقيقي كان في بسالة الرجال, الذين غمرتهم روح التضحية والفداء, وهم يقتحمون أصعب الموانع والمواقع واثقين من النصر المبين. أما المهام والأدوار الاخري فتمثلت في حرب تحرير الكويت عام1991 حيث اشتركت القوات المسلحة المصرية في حرب تحرير قطر عربي استلبه قطر عربي آخر ولم ترض بل رفضت مصر ان تدخل الأراضي العراقية بعد هزيمة القوات العراقية وانسحابها من الكويت لان الهدف كان تحرير الكويت والحفاظ علي العراق كقطر عربي مستقل مع اشتراك القوات المسلحة المصرية في مهمات حفظ السلام, فنظرا لثقة العالم في دور مصر الحضارية التي تسعي لنشر روح السلام وتتمسك بثقافة السلام تطلب الأممالمتحدة من مصر الاشتراك في قوات حفظ السلام في العالم وهي ادوار غير قتالية. وهو تقدير للدور العالمي لمصر الحضارية. ومن هنا كانت معارك قواتنا المسلحة من اجل الدفاع عن تراب الوطن وصون مقدساته ومن ثم فهي حروب دفاعية من اجل احلال السلام القائم علي العدل والانصاف.