يعاني مزارعو بني سويف الأمرين من نقص الأسمدة وارتفاع أسعار السولار وندرة المبيدات, وفي النهاية من جشع التجار في الوقت الذي تقف فيه وزارة الزراعة مكتوفة الأيدي لا تقدم شيئا حقيقيا لمساعدة الفلاح ورفع المعاناة عن كاهله. في البداية يقول أحد مبروك مزارع: يحتاج فدان الذرة إلي5 أجولة سماد ولا تقوم الجمعيات الزراعية إلا بصرف جوالين لكل فلاح, ويضطر الفلاح لشراء الثلاثة أجولة من السوق السوداء بإجمالي1050 جنيها, بالإضافة إلي300 جنيه سعر جوالي السماد اللذين تصرفهما الجمعية, فيصبح بند الكيماوي فقط1350 جنيها علي عاتق الفلاح أضف إليها2000 جنيه ثمن ايجار الأرض ومتطلبات الزراعة والحرث فيصبح الإجمالي6 آلاف جنيه ليجني الفلاح بعدها15 آردب ذرة ليبيعها للتاجر الذي لا يريد أن يلتزم بأي تسعيرة ب200 جنيه للإردب فيخسر الفلاح النصف وتزيد ديونه وفقره واحتياجه عاما بعد عام ليموت بالبطيء. ويضيف طه زايد محمد مزارع قائلا: يرقد القطن في البيوت كالعانس لا يجد من يستخدمه للتنجيد حتي ولو وسادة بالرغم من تكلفته الباهظة, فالقطن تستمر زراعته ثلثي العام والفدان يتم تأجيره ب5 آلاف جنيه وتكلفة زراعته4 آلاف جنيه فالإجمالي يصبح9 آلاف جنيه. وفجر زايد مفاجأة حينما قال إن الأرض العفية مع قلة السماد ورش المبيدات لا تأتي إلا بقنطار قطن ثمنه700 جنيها, أي أن الفلاح يخسر في موسم القطن أكثر من8 آلاف جنيه وعلل السبب في قيام الجمعيات الزراعية برش سنتيمترات من المبيد علي حواف الأرض بالرغم من تخصيص نصف لتر لكل فدان ولا نعلم أين تذهب الكميات الفائضة ولمصلحة من قتل الأرض والفلاح معا. ويؤكد محمد وزير مزارع قيام التجار بشراء كيلو الثوم من الفلاحين ب50 قرشا فقط بالرغم من أن تكلفة زراعة الفدان تصل إلي9 آلاف جنيه ولا يأتي الفدان سوي بثلاثة أطنان أي ب1500 جنيه, فيخسر الفلاح أيضا في الثوم ما يقارب السبعة آلاف جنيه وكذلك في المحاصيل الأخري. وتجاذب أطراف الحديث طه زايد مرة أخري ليفجر مفاجأة كبري توضح مدي المأساة التي يعيشها مزارعو بني سويف حين أكد أن السماد من المفترض أن يصرف في شهر5 من كل عام وهو الموعد المقرر لزراعة الذرة وتقوم الجمعية الزراعية بصرف الكيماوي في شهر7 أي بعد البدء في الزراعة بشهرين بدلا من21 يوما, كالمتعارف عليه ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تقوم الجمعية بتسليمنا الكيماوي أيضا علي دفعات أي بعد انتهاء مدة زراعة المحصول. وحذر جميع مزارعي بني سويف من ثورة الفلاح الذي لم يقم بإضراب ولا تظاهر ولم يتم النظر إليه من قبل المسئولين كالمدرس والطبيب وهددوا بترك الزراعة والبحث, عن أعمال أخري يقتاتون منها بعد مطاردة شبح الخسارة والفقر والسجن لهم. ومن جانبه أكد عبدالرحمن شكر نقيب فلاحي مصر وعضو تأسيسية الدستور أنه تحدث لوزير الزراعة وتم الاتفاق معه علي البرنامج السنوي القادم لتوفير احتياجات الفلاح من السماد وذلك من خلال شركات القطاع العام ودعم قطاع الاستثمار. وأضاف شكر أن مشكلة رش المبيدات تكمن في صدأ قطاع الارشاد الزراعي الذي نحاول بقوة إعادة تروسه للعمل وطالب نقيب الفلاحين من المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف تعويض الفلاحين عن الخسارة البالغة التي لحقت بهم بسبب زراعة القطن هذا العام خاصة أن زراعته جاءت بعد زراعة النباتات العطرية التي تسبب أمراضا للقطن فلا يستطيع الفدان أن يخرج أكثر من قنطار.