مشكلة غياب مواقف السيارات أصبحت أصعب من الأمراض المزمنة التي يمكن التعايش معها بالمسكنات, وتنظيم الغذاء والدواء, وهدوء الأعصاب, فأزمة المواقف أصبحت محبطة ولا تطاق. لما ينتج عنها من اختناقات مرورية, وتوترات عصبية, ومخالفات مادية, وضياع وقت, وتعطيل مصالح, بل ومخاطر, وفوق ذلك لا تبدو في الأفق أي حلول, ما أقوله ليس جديدا, ولا اختراعا, ولو سألنا مسئولي المرور وخبراءه عن حجم مشكلة المواقف.. وسلبياتها.. وخسائرها, سيقولون إنهم ضحايا الواقع مثلنا وأكثر, لأنهم يتحملون عبء الاختناقات والفوضي المرورية جراء عدم وجود مواقف للسيارات لدي العديد من الجهات. وبرغم ما تشهده من تطور, وصروح طبية, ومولات كبيرة, وعشرات الفروع من البنوك والمؤسسات, وغير ذلك, سنجد محيطها في حالة اختناق مروري مزمن يعطل حركة الشوارع, ويؤذي السكان الذين لا ذنب لهم سوي وجود مثل هذه الجهات بجوارهم, وبعض المستشفيات الكبري ذات الخمس نجوم كما يقال, بها مواقف لكن ليست بالقدر الكافي, وفوق ذلك غياب التنظيم أمام مداخلها, فلا وجود للمرور, ولا عناصر الحراسة تحرك ساكنا, والنتيجة حالة تلبك مروري, وشلل تام عند نزول المرضي والزوار, وكذا محيط البنوك, ومراكز التسوق, والمدارس, ومكتبات كبري, وبالطبع عند المساجد. ليس القطاع الخاص فقط من يهمل مواقف السيارات, بل العديد من الأجهزة الحكومية, مثلما هو الحاصل مع الأحوال المدنية, والجوازات, ومكاتب الشهر العقاري, والسجل المدني, والبوسطة, والمحكمة.. مهازل لا توقف.. في القاهرة الكبري وغيرها من الجهات التي لم تضع في اعتبارها أهمية المواقف, ولا حتي تفكر في مشكلة الطوارئ إذا ما حدث مكروه في منطقتها كالحرائق لا سمح الله, ولا ندري بماذا نفسر هذا التجاهل لخدمة حضارية أساسية, وللسلامة العامة تفرقت بين القبائل( أجهزة الحي المرور المحافظة), ويبدو أنه لا أمل في رؤية شاملة, ولا إرادة في علاج هذا الواقع بحلول جذرية, أو مسكنات بتنظيم السير والوقوف. فهل نسوا أن الله تعالي يساعد الذين يساعدون أنفسهم؟ كيف لو حدث حادث أن تصل سيارات الشرطة أو الإسعاف إلي هذه الجهات, بينما محيطها مختنق, فهل يستمر حالنا علي هذه الفوضي بسبب غياب المواقف؟! أو بسبب غياب الضمير لعل وعسي يضع في الخطة الخمسية المقبلة هذا الموضوع من ضمن الخطط المرورية, بدلا من حزام الأمان, واللوح ذات الأرقام الثلاثة. [email protected] رابط دائم :