التعليم في مصر, نظام فاشل بلا جدال, فهو من ناحية, عاجز عن الخروج من دائرة الازمة, ومن ناحية ثانية يكرس الازمة المصرية علي جميع الأصعدة بامتياز. فهو نظام غير قادر علي التأثير الايجابي علي المجتمع, وضخ القيم الايجابية إلي الواقع الاجتماعي. كما انه نظام عاجز عن خلق علاقات منسجمة متكاملة بين عناصره المؤسسيةوالبشرية فمن يرسم السياسات في واد, والخبراء يستدعون لتأثيث المشهد في دور هامشي في مسرحيات هزلية اسمها السياسة التعليمية في مصر اما الطرف الثالث فهو ثالث مرفوع تنزل عليه القرارات وما عليه إلا ان ينفذ. وبطبيعة الحال فإن الانظمة التعليمية التي تتميز بهذه الخصائص تكون عواقبها كارثية علي الشعوب ومستقبل ابنائها, ولذلك نطرح السؤال ما الذي يجعل الانظمة المستبدة تعبث في التعليم وتخطط للفشل منذ البداية؟ نعم ان الفشل ايضا وللأسف مكلف ويحتاج تخطيطا استراتيجيا يحتاج اموالا طائلة يحتاج خبراء في الدعاية. وهناك شواهد تاريخية في اصلاح التعليم بمصر, شاهدة علي ذلك لجان وميزانيات ودراسات بالملايين, وزيارات سياحية لبلدان مختلفة تحت عنوان الاستفادة من التجارب, وانفاق مجنون للمال, يبني به اللصوص مساكن فاخرة, بدلا من ان نبني به المدارس وصفقات مغشوشة يتسرب عن طريقها المال العام, إلي جيوب الموالين للنظام السياسي, بحيث لم نسمع عن احكام قضائية رغم فظاعة الجرائم المالية, والفساد الإداري والمالي المستشري. يبدو اذن ان هذا الفشل هناك من يستفيد منه, نعم ان الانظمة السياسية الاستبدادية تمارس نوعا خاصا من الاستثمار دعنا نسميه الاستثمار في الجهل ذلك ان العلم عدو الاستبداد, ولذلك رغم دموع التماسيح التي يذرفها المستبدون علي التعليم فهم يتمنون فشله الدائم. ولقد صدق عبدالرحمن الكواكبي حين قال: الاستبداد اصل لكل فساد, فالمستبد يضغط علي العقل فيفسده ويلعب بالدين فيفسده ويحارب العلم فيفسده. [email protected] رابط دائم :