كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول. أتذكر دائما بيت الشعر هذا والذي يتكلم عن الإبل التي تعاني من العطش وهي تحمل الماء فوق ظهورها, ولا يستطيع الاستفادة منه. أتذكره كلما تكلم الناس عن الأزمة الاقتصادية, وقلة الموارد, والحاجة إلي القروض المحلية, أو الخارجية والتي من أهم مصادرها صندوق النقد الدولي بشروطه المجحفة, والمؤديه إلي القلاقل الاجتماعيه, وأتعجب من حالة البطء في اتخاذ القرارات الثوريه والحازمه والمستنده إلي الأحكام القضائيه العادله باستعادة أموال وممتلكات وأراضي الشعب المنهوبه من أتباع النظام الخائن لدينه وشعبه, علما أن هذه الأموال معلومة, والممتلكات والأراضي والشقق محدده, ويكفي أن نعلم أن ثروات صفوت الشريف وأولاده تتعدي العشرة مليارات جنيه ناهيك عن جمال وعلاء مبارك مرورا بمجدي راسخ ومحمود الجمال ومحمد ابراهيم سليمان وبقية أفراد العصابه, الذين يتمتعون في سجونهم بأموال الشعب, والشعب نفسه يعاني ويتسول, من القريب الذي يتمني الفشل لهذه الثوره, ويدفع لليمن6 مليارات دولار دفعت السعوديه منها3 مليارات! ويضنون علي من علمهم وطببهم وكان يدفع لهم كسوة الكعبه حتي وقت قريب! وكذلك الغريب الذي له أجندته وأهدافه للسيطرة والتبعية, والمصادرة والتأميم لممتلكات هؤلاء المفسدين ليست بدعه ولا حراما ولا افتئاتا علي أحكام قضائيه, بل هي رد الحقوق لأهلها, وواجب شرعي, وأمانه لابد أن يعي المسئولون أنهم سيسألون عنها أمام الله عز وجل, وارتفاع بمستوي الشفافيه لنظام الحكم الجديد, والذي ارتفع ترتيبه21 مركزا في تقرير التنافسيه العالمي الصادر عن المنتدي الاقتصادي العالمي بسبب إستعادة الدوله لبعض الأراضي التي تم الاستيلاء عليها دون وجه حق, والتي لا تتجاوز قيمتها مليار جنيه, فما بالنا لو تمت استعادة بقية الأراضي التي تبلغ قيمتها مئات المليارات, والتي تمثل أحداها وهي أرض مدينتي ما يعادل160 مليارا, والكفيله بحل كثير من المشاكل والمطالب الفئويه لأناس يفتقدون للحد الأدني من أساسيات الحياه, ونحن لا ندعو هنا إلي إجراءات إستثنائيه( مع أنها مشروعه في حالة الثورات الشعبية!) كالتي فعلها عبدالناصر أو القذافي, والتي من خلالها تم ظلم كثير من الناس, ولكننا ندعو إلي تسريع الإجراءات القضائيه بتشكيل محاكم خاصه وإخلاء دوائر قضائيه تنجز المعاملات بسرعه وتعطي لهؤلاء اللصوص الفرصه للدفاع عن النفس ليخبرونا من أين أتوا بهذه المليارات, الخميس الماضي صدر حكم بتغريم أحمد عز19 مليار جنيه(19 ألف مليون جنيه) لإدانته بغسيل أموال!!إذن لا يستقيم طلب القروض والتهليل لها كما حدث مع قرض تركيا بقيمة مليار دولار(6 مليارات جنيه) ونسعد أن فائدته بسيطة6% لأنه في النهايه قرض ودين ستدفعه الأجيال القادمه وأموالنا أمام أعيننا تحتاج فقط إلي قرارات حازمه وسريعه, قرارات تتناسب مع حجم الثوره المصريه العظيمه وحجم الفساد غير المسبوق في تاريخ البلاد, نريد أن نحس أن الثورة تعيد لنا حقوقنا المنهوبة, وأموالنا المسلوبة, وأراضينا المغتصبة والتي ينعم ويتمتع بها الفاسدون وذووهم, ونحن نستجدي من القاصي والداني. يا دكتور مرسي نائبك المستشار محمود مكي رجل قانون وشخصية وطنية وأخوه المستشار محمود مكي وزير العدل مثله يستطيعان ترتيب الأمر من الناحية القضائيه, لأن صبر الناس يكاد ينفد, ووزير الماليه في حديثه الأخير لمجلة المصور يكاد يبكي لأن الموارد لا تستطيع تغطية المطالب الفئوية المشروعة, والتي تحتاج إلي300 مليار جنيه, فإذا كانت غرامات أحمد عز وحده إلي الآن بلغت20 مليارا, فقناعتي أننا نستطيع بتتبع بقية أفراد العصابة أن نجمع أكثر من المطلوب, وهي أموال الشعب وستعود إليه, فقط عدالة ناجزة سريعة, وقرارات ثوريه تراعي أمانة التكليف وعظم المسئوليه, دون نظر لأي حسابات ضيقة, أو خوف من عالم غربي لايحترم إلا من يحترم شعبه, ويعمل لمصلحته, ونظن أن الدكتور مرسي جدير بحمل هذه الأمانة, وإصدار القرارات التي تثلج قلوب المكلومين من حجم الفساد وتغوله! [email protected] رابط دائم :