انتقدت مجلة فورين بوليس الامريكية علي صدر صفحتها الرئيسية امس تقرير نشرته منظمة دارا الانسانية برعاية حكومات20 دولة, اكد ان اكثر من100 مليون شخص سيموتون بحلول عام2030. وان النمو الاقتصادي العالمي سينخفض بنسبة3.2% من الناتج المحلي الاجمالي اذا فشلت دول العالم في حل مشكلة تغيير المناخ والتصدي لها, انه مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بسبب الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ستهدد كوكب الارض من خلال ذوبان طبقات الجليد وشدة الطقس والجفاف وارتفاع مستويات البحار. واشارت المجلة الي ان هذا التقرير الذي نشر في26 سبتمبر الجاري مضلل بكل معلوماته وسيئ للغاية لانه ضلل عدا كبيرا من وسائل الاعلام عن عمد, قائلة انه في هذا اليوم نشرت منظمة تدعي دارا تقريرا أقل ما يمكن أن يوصف به أنه خيف, معتمدة علي التهويل الذي بني علي تحليلات مشكوك فيها ومغلوطة. وللأسف سرعان ما تناولته وكالات الانباء والمواقع الاخبارية العالمية وزادت التوقعات حول القتلي والتكاليف التي سيتكبدها كوكب الارض, وكانت وكالة انباء رويترز ابرز ضحايا هذا الفخ كما كان الموقع الاخباري الامريكي هافينجتون بوسف الذي نشر التقرير تحت عنوان التغيرات المناخية ستودي بحياة100 مليون شخص بحلول2030 اذا لم يتحرك العالم وايضا بيزنس ويك الذي تناوله من جانب اخر وهو التغيرات المناخية ستخفض الناتج المحلي الاجمالي بنسبة12 تريليون دولار, من ابرز المواقع والوكالات التي بالغت في التقرير ونشرته دون تحميص او تدقيق. وبذلك فقد ارسلنا الي سكان العالم رسائل تحذيرية ارعبتهم اضافة الي انها ليست صحيحة بل مضللة بشكل كبير. وقالت الصحيفة لنكن واضحين الاحتباس الحراري حقيقة واقعة امامنا وهي من صنع الإنسان, وتحتاج منها لاستجابة فعالة. ولكن التهويل فيها ليس له أساس من الصحة وحالة الذعر لن تولد سياسة جيدة وفعالة ويرجع ذلك الي سببين مهمين اولهما: عدد القتلي التقرير يقول ان مئة مليون شخص قد يموتون بسبب التغير المناخي بحلول2030 هذا في الواقع ليس ما يقصده التقرير بالتأكيد, وهو ما يطرح امامنا تساؤلا هاما وهو كيف يتسبب الاقتصاد منخفض الكربون في وفاة4.975 مليون شخص سنويا اعتبارا من عام2010 ؟, وكيف بحلول عام2030 سيتسبب الاقتصاد منخفض الكربون وتغير المناخ في وفاة اكثر من6 ملايين شخص كل عام.