تعمل التربية علي تكوين الانسان وإعداده للحياة الناجحة, فالتربية بوسائلها المتعددة تعزز القيم النبيلة والمبادئ السامية, التي تؤسس لحياة ديمقراطية تعددية, تحترم الجميع, وتزيد من حبه وانتمائه وولائه لوطنه. والحقيقة ان المدرسة هي المؤسسة التربوية الرئيسية في المجتمع, وحتي تؤدي دورها بكفاءة وفاعلية, يجب ان يشارك المجتمع المدرسي من معلمين وطلبه وغيرهم في توفير نظام تربوي, يحافظ علي حقوق الانسان وكرامته, وينمي معارف ومهارات الطالب في الاستماع والحوار, بما يعزز ثقته بنفسه واعتزازه بوطنه واستعداده للتضحية من أجله. هناك بالطبع مسئولية كبيرة تقع علي عاتق المدرسة والمعلمين, فالمعلم عليه ان يكون قدوة ومثالا وباعثا للأمل في نفوس طلبته بحفزهم نحو الابداع بشجاعة واقتدار, ويرسخ في نفوسهم الاخلاق الحميدة ويؤصل القيم النبيلة ومنها قيم التعاون والاحترام وبث روح العمل الجماعي, والتضامن لايجاد بيئة مدرسية تكفل الحرية والعدل والمساواة للمجتمع المدرسي. ومن واجب المعلم ايضا, ان يوفر مناخا سليما ايجابيا يشعر الطلبة بالطمأنينة ويكسبهم سلوكيات ايجابية مثمرة ويبعدهم عن السلوكيات السلبية المدمرة, ويسعي باستمرار إلي تنمية مستواهم العلمي وزيادة تحصيلهم الدراسي ويوفر لهم اجواء ديمقراطية بناءة مثمرة من خلال اشراكهم في انشطة متنوعة, تكون مثيرة ومشوقة واتاحة الفرصة امام طلبته للتعبير عن رأيهم بكل حرية وجرأة وشفافية, لاشعارهم بأهميتهم ودورهم في الحياة. ويكون ذلك ايضا بابتعاد المعلم عن الاجواء الحزبية السامة التي تضر وتعكر صفو الحياة المدرسية, وتفتك بالنسيج الوطني وتكمم الأفواه, مما يؤثر بشكل سلبي علي الطلبة وتحصيلهم الدراسي. ومن واجب أولياء الأمور متابعة ابنائهم والحرص علي المشاركة في تعزيز وتقوية دور المدرسة والمشاركة في انشطتها, بل ودعمها ومساندتها. اما الطلبة الذين نتمني لهم كل الخير وان يكون عامهم الدراسي مفعما بالتميز والابداع, فعليهم الاجتهاد في طلب العلم, لان طريق النجاح يحتاج المزيد من الجد والمثابرة وتنظيم الوقت. ع. ف