الأديان هي الرحمة المهداة من الله إلي الانسان خليفته علي الأرض.. والرسل هم حاملو الرشاد إلي الخلق.. وهم المرسلون من الخالق العظيم لهداية البشر إلي حياتهم علي الأرض.. كما أن العالم الآخر الذي يلقي فيه الانسان جزاءه إما ثوابا أو عقابا.. كان هذا العالم الآخر حلما من أحلام البشر منذ وجدوا علي الأرض إلي أن نزلت الأديان السماوية تبشرهم بحقيقة هذا العالم.. لذلك كانت الأديان هي الهداية في الحياة الدنيا وهي الخلاص في الحياة الآخرة. والانسان متدين بطبعه منذ أن خلقه الله ووضع فيه البذرة الأولي وأشهده علي ألوهيته.. لذلك حين تمس الأديان يرتعد الانسان لفوره إذ يمس فيه الجزء الجوهري الكامن في أعماقه.. يمس فيه العصب العاري.. وماحدث أخيرا من إساءات للدين الإسلامي ممثلا في نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.. سواء كان الفيلم أو الرسوم الكاريكاتورية إنما حدث ذلك في اعتقادي لهدف آخر.. ربما كان سياسيا.. ذلك لأن رسول الاسلام بمادعا إليه من مثل عليا ومبادئ سامية لايهاجمه إلا حاقد أو خبيث ولا يسخر منه إلا مأجور أو مدفوع من جهات تريد أن تدق إسفينا بين المسلمين والمسيحيين فإذا ربطنا تلك الأحداث ببعض مايحدث في مصر من مشاكل بين المسلمين والمسيحيين في بعض المناطق أو ماحدث أخيرا من تهجير بعض الأسر من رفح إلي العيش أدركنا أنها مؤامرة تكاد تكون مفضوحة تستدعي منا الانتباه والانتباه جيدا.. فمصر عاشت طوال عمرها متسامحة بين الأديان الثلاثة.. ويكاد المرء لايعرف فيها من هو المسلم ومن هو المسيحي.. إذ هم جميعا مصريون في الشكل وفي الطباع وفي الأخلاق. وقد حملت إلينا وكالات الأنباء أمس الأول نبأ اعتقال السلطات الأمريكية المدعو نيقولا باسيل نيقولا.. وهو من يعتقد أنه منتج الفيلم المسيء للاسلام وهذا تصرف جيد ومقبول وفيه اعتذار بشكل ما من الدولة الأمريكية لشعوب العالم الاسلامي ولا شك أن رد الفعل في الدول الاسلامية هو الذي أيقظ المسئولين في أمريكا فلم يكن الحدث ليمر مرور الكرام خاصة أنه يمس أعز مايشكل وجدان المسلم وهو العقيدة.. ولب مايمثلها وهو الرسول الكريم.. [email protected] رابط دائم :