أدان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أمس الانتهاكات المنتشرة علي نطاق واسع التي ترتكبها قوات الأمن السورية ومدد تحقيقا يجريه في ارتكاب جرائم حرب في سوريا لمدة ستة اشهر. وتبني المجلس المكون من47 عضوا مشروع قرار قدمته دول عربية بتأييد41 دولة واعتراض ثلاث دول هي الصين وكوبا وروسيا فيما امتنعت ثلاث دول عن التصويت. ورفض مندوب سوريا فيصل خباز حموي نص القرار بوصفه مسيسا وانتقائيا واتهم ارهابيين اسلاميين بتصعيد العنف في بلاده. ومنذ ان بدأ التحقيق المستقل قبل عام بقيادة البرازيلي باولو بينيرو أجريت مقابلات مع اكثر من1100 ضحية ولاجئي ومنشق لكن منع محققوه من دخول سوريا. وفي نيويورك آعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تقديم45 مليون دولار مساعدات إضافية للمعارضة مؤكدة في الوقت نفسه أن إيران ستقوم بكل ما هو ممكن لمساعدة النظام السوري. وقالت السفيرة الامريكية ايلين تشامبرلين دوناهو للمجلس عمل لجنة التحقيق مهم لانه مع استمرار توثيقهم لاسماء الافراد المسئولين عن هذه الجرائم والانتهاكات يساعدون في ضمان الا تسود في هذه القضية الحصانة( من المساءلة) بل ان يمثل من ارتكبوا الجرائم ضد الشعب السوري للعدالة والمساءلة. وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمس مستشهدا بمعلومات للمخابرات إن سوريا نقلت بعض أسلحتها الكيماوية لتحسين أمنها لكن مواقع الأسلحة الكيماوية الرئيسية مازالت كما هي وآمنة تحت سيطرة الحكومة. وقال بانيتا في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع( البنتاجون) وردت بعض معلومات للمخابرات بأنه تم نقل بعض تلك المواقع حتي يتمكن السوريون من تعزيز أمن... الأسلحة الكيماوية. لذلك ففي حين أنه جري نقل بعضها.. فإن المواقع الرئيسية مازالت كما هي وما زالت آمنة. في غضون ذلك, أكدت الصين أنها ليست مسئولة عن تدهور الأوضاع في سوريا أو الخسائر الناجمة عن النزاع القائم هناك, وقالت إنها تشعر بحزن عميق بسبب الخسائر بين المدنيين. صرح بذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي امس تعليقا عن تصريحات قادة المملكة المتحدة وتركيا الذين ألمحوا إلي أن الصين يجب أن تتحمل بعض المسئولية عن تدهور النزاع. وأضاف أن الصين لا تستطيع قبول أن بعض الدول أعربت عن وجهة نظر استهدفت الصين. وأوضح أن الصين تقوم بتعزيز الحل السياسي للنزاع السوري بهدف إنهاء أعمال العنف في أقرب وقت وتجنب الخسائر بين المدنيين.. موضحا أن توفير الأرضية للحوار السياسي بين الأطراف المعنية وإجراء عملية انتقال يتولاها الشعب السوري هو الحل الأخير للنزاع وإنهاء معاناة الشعب السوري. وقال ان المجتمع الدولي يجب أن يبذل جهودا مشتركة لتحقيق هذا الهدف مع الحفاظ في الأذهان علي الصورة الأوسع للسلام والاستقرار في سوريا والشرق الأوسط.. مضيفا أن بعض الدول يجب أن تتعلم دروسا من أخطاء الغير وتراجع سياساتها التي تتعلق بالنزاع. ومن جانبه, أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس رفضه إقامة منطقة عازلة بين لبنان وسوريا مشيرا إلي أن العنف لا يحل المشكلة. وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن سليمان أعلن خلال استقباله أمس سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدي لجنة السياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي برئاسة رئيس اللجنة اولوف سكوج وحضور سفيرة الاتحاد لدي لبنان انجيلينا ايخهورست أن لا مناطق عازلة علي الإطلاق( مع سوريا). ورأي سليمان أن العنف لا يحل المشكلة معربا عن امله في أن تنجح المساعي ولا سيما تلك التي يقودها الموفد الدولي العربي الأخضر الابراهيمي في ايجاد حل للوضع في سوريا. وأشار سليمان إلي أنه تم تكليف الجيش اللبناني بضبط الحدود ومنع تهريب الأسلحة والمسلحين وشدد في الوقت نفسه علي وجوب وقف القصف السوري والخروقات للجانب اللبناني. كما أكد سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس أن محاولات تسوية الوضع في سوريا بمعزل عن مجلس الأمن الدولي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة علي المجتمع الدولي. وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء نوفوستي الروسية إن نتائج تسوية الأوضاع المتأزمة, وبالدرجة الأولي في سوريا, لا بد وأن يكون لها تأثير كبير علي تشكيل نظام عالمي جديد, مشددا علي أن محاولات البحث عن طرق لحل الأزمة في سوريا بمنأي عن مجلس الأمن الدولي, ستكون لها عواقب مدمرة وخطيرة, علي سوريا, وكذلك علي منطقة الشرق الأوسط, وفي نهاية المطاف علي النظام العالمي المعاصر. وتشير منظمة الأممالمتحدة إلي أن النزاع المسلح بين النظام السوري ومقاتلين مناهضين له, والذي اندلع في مارس العام الماضي, أودي بحياة ما يزيد عن20 ألف شخص, بينما تقول السلطات السورية إنها تواجه مقاومة من قبل عناصر مدججة بالسلاح, تتلقي مساعدات مختلفة من خارج البلاد.