تحولت مداخل مدارس الإسماعيلية إلي سويقات صغيرة يحتلها الباعة الجائلون لبيع الأطعمة والمشروبات المجهولة المصدر للتلاميذ الصغار مما يعرض حياتهم للخطر, وسط غياب تام من الأجهزة الرقابية والمسئولين عن التربية والتعليم, مما ترك الفرصة للتلاعب بصغار المحافظة بحثا عن الربح المغموس بالأوباء. وقال عبدالسلام أحمد موظف يسكن في حي السلام إن التلاميذ يتزاحمون علي الباعة الجائلين لشراء المشروبات الصناعية التي تباع بأسعار بخسة ولا تتوافر فيها ادني شروط السلامة الصحية امام بعض المدارس الابتدائية دون رقابة من أي جهة مسئولة وقدمنا شكاوي عديدة طالبنا خلالها المسئولين بمنع تواجد الباعة الجائلين في محيط مقارهم ومطاردتهم والتنبيه علي تلاميذهم. اضاف أحمد عبدالظاهر مقيم في حي أول أن الباعة الجائلين ينتشرون حول بعض المدارس الابتدائية في منطقة المحطة الجديدة يطرحون بضاعتهم من حلوي مكشوفة يغطيها الذباب ومأكولات جافة لا يعرف أحد أين صنعت وهذا يحدث علي مرأي ومسمع الجميع رغم أن هناك بعض التلاميذ اصيبوا بنزلات معوية ولم يحرك أحد ساكنا من المسئولين مما يتطلب تفعيل دور شرطة المرافق لمطاردة باعة السموم لأبنائنا. واكد أحمد عثمان من أهالي القنطرة غرب أن غالبية المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة دائما مايتواجد في محيطها الباعة الجائلين يعرضون سلعهم من المواد الغذائية بمختلف أنواعها المصنعة تحت بئر السلم البعيدة عن شروط السلامة الصحية وللأسف أعدادهم تضاعفت بعد أحداث الثورة مستغلين الانفلات الأمني لقناعتهم أنهم فوق المساءلة. وقال سليم عبدالظاهر مهندس تغذية مقيم في القنطرة شرق ان البعض من البائعين يتواجدون أمام المدارس بكثرة ويستخدمون مواد حافظة لصناعة مشروبهم من مادة بودرة السيراميك التي تؤدي إلي عواقب وخيمة تبدأ بالقيء والاسهال والفشل الكلوي وتنتهي بالأمراض السرطانية. ومن جانبه أكد الدكتور إبراهيم الدسوقي مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة بالإسماعيلية انه لا يوجد قصور علي الاطلاق في عمل جهازه الرقابي ولكن حقيقة الوضع أن هناك بعض أعمال البلطجة حدثت من الباعة الجائلون عند ملاحقتهم تجاه الأطباء والمراقبين بمنشآته الصحية. وقال إن هذه المشكلة كانت تجري في أوقات ما بعد الثورة وعقب عودة الاستقرار الأمني للشارع الإسماعيلي بدأنا في التنسيق مع رجال الشرطة ومفتشي التموين لعمل حملات مشتركة لضبط السلع الغذائية التي يقوم الباعة الجائلين بطرحها أمام المدارس التعليمية المختلفة. أضاف ان جهازه الرقابي لا يستخرج شهادات صحية للباعة الجائلين لأنهم لا يتواجدون في منشأة ثابتة وبإمكانهم بيع أي سلع مجهولة المصدر سواء غذائية أو غيرها من السلع الأخري وهذا شيء يجب أن يعلمه الجميع حتي لا تختلط الأوراق. وأشار مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة بالإسماعيلية إلي أن هناك حملات بين الحين والآخر علي مصنع أبوسلطان لأغذية المدارس ونقوم بأخذ عينات منه لتحليلها وذلك وفق إجراء احترازي نتبعه الهدف منه أن تصل التغذية سليمة للتلاميذ والطلاب. وأوضح أنه يؤيد عودة فتح منافذ بيع المأكولات والمشروبات بالمدارس الكنتين لأنه هو الخلاص لنا جميعا في التصدي للباعة الجائلين ويجب الاهتمام بهذا الموضوع الحيوي بالمنطاق الشعبية والريفية وهذا الدور يقع علي عاتق رجال التربية والتعليم.