يعد حي مدينة نصر من أكبر أحياء القاهرة التي تأسست عقب ثورة23 يوليو1952, وينقسم إلي حي شرق, وحي غرب.. يتميز بأسلوب إنشاء حضاري يضم جميع المستويات بداية من اطلبقة المعدومة المتمثلة في عزبة الهجانة إلي الطبقات الراقية, كما أنها منطقة جذابة بمعالمها الثرية مثل النصب التذكاري الجندي المجهول, وقاعة المؤتمرات الدولية, وبانوراما حرب أكتوبر, وجامعة الأزهرة منارة العالم أجمع. مرت عدة سنوات وأهالي عزبة الهجانة في شكاوي مستمرة من تزايد الإصابة بالصرع, والأمراض السرطانية بسبب الضغط العالي, مع انحدار التعليم, وافتقاد رغيف الخبز, وأسطوانة الغاز, وانقطاع المياه, وتراكم القمامة بالطرق, خاصة أنها تشبه علبة السردين المغلقة لا تستطيع سيارة مطافئ ولا إسعاف ولا شرطة أن تدخلها, نظرا لضيق شوارعها. وفي جولة الأهرام المسائي بالعزبة قال محمد عبدالله( أحد سكان المنطقة): إن مشكلة أهالي العزبة تكمن في تعليم أبنائهم, إذ يوجد نحو50% من أطفال المنطقة محرومون تماما من الخدمات التعليمية, لانخراطهم في سوق العمل في سن مبكرة لإعالة أسرهم. ونظرا لوجود مدرسة وحدة منعدمة الإمكانات في منطقة خطيرة أعلي الجبل, فإن الأهالي يضطرون إلي إدخال أبنائهم مدارس بعيدة, مما يعرضهم للخطر, فوسيلة الانتقال الوحيدة هي السيارة نصف النقل. كما يكلفهم ذلك أموالا كثيرة يعجزون عن تدبيرها, مما يدفعهم لإجبار أبنائهم علي ترك المدرسة والتفرغ لأعمال المنزل, وتربية الأخوة الصغر, والعمل بالورش والمقاهي, أو كباعة جائلين, وعادة ما تلتقطهم العناصر القريبة من المخدرات, سواء للتعاطي, أو الاتجار لتوفير الدخل المادي بعد أن ضعفت رغبة الأبناء في التعلم, فالبيوت ضيقة.. سيئة التهوية.. ضعيفة الإضاءة.. جدرانها بالصفيح والكرتون أو الصاج من مخلفات مصانع المدينة, أو أبواب المحال القديمة, وقد تكون بالطول اللبن, أو بالطين والتبن. الأهالي: نريد حلا وأوضح سعيد عبدالله( أحد سكان المنطقة) أنهم يواجهون مشكلات عديدة لتوصيل المرافق كالمياه, والصرف الصحي, والكهرباء, والتليفونات, ورصف الطرق, وهناك من الأسر من يقطن في شقة واحدة بواقع أسرة بكل حجرة, ويستخدم كل سكان الطوابق دورة مياه واحدة بالطابق الأرضي, وكثيرا ما يذهب الرجال لدورات مياه المساجد, والأطفال يتصرفون بجوار البيوت, والنساء يحبسن أنفسهن حتي المساء للذهاب لأماكن محددة, وهناك حنفية مياه واحدة تقع عادة بمدخل المنزل, أو أنهم يلجأون إلي الحنفيات العمومية, وهنا تزداد المشكلات بين الأهالي. أفران بدون خبز وذكر سيد عبدالمنعم محمد( مالك فرن خبز بلدي) أن هناك35 فرنا بالمنطقة لا تعمل بكامل طاقتها, كما توجد أفران لها حصص إضافية حتي تعمل علي مدار6 ساعات, إلا أنها تغلق في وقت مبكر فيزداد الضغط علي الفرن الذي يمتلكه ويتعارك الأهالي ويكسرون منفذ البيع, ويعتدون علي العمال. القمامة تهاجم الهجانة وأشار إلي تفاقم مشكلة القمامة بشكل كبير, مما يعرضهم للأمراض والأوبئة لامتناع سيارات القمامة عن دخول المنطقة, وخلو المنطقة من السلات علي الرغم من سداد قيمة اشتراك النظافة15 جنيها تضاف إلي إيصال الكهرباء شهريا, مما يدفعهم إلي إلقائها بالشارع حتي يتحول فيما بعد إلي مقلب للقمامة, أما المياه والكهرباء فتنقطع ليومين أو ثلاثة دون سبب أو سابق إنذار, فيلجأ الأطفال إلي الشوارع للمذاكرة تحت أعمدة الإنارة بالأحياء المجاورة. صرع الضغط العالي والأخطر من ذلك وجود الضغط العالي الذي تسبب في إصابة الكثيرين بالأمراض السرطانية والصرع, غير أن أحد خطوطه قد انفجر مسبقا وأحرق المنزل وأصاب عددا من الأطفال بحروق خطيرة, ولم يحرك مسئولوا الحي ساكنا, وهدد الأهالي بالاعتصام أمام مبني المحافظة لحين إيجاد حل لأزمتهم. وعندما توجهنا إلي اللواء سالم علي رئيس الحي, أوضح أنه تم وضع خطة للتطوير مناطق الحي مثل رابعة العدوية, والهجانة, والوفاء والأمل, والزهراء وغيرها, تشمل زيادة عدد سلات القمامة بالشوارع, وتجديد شبكات الصرف الصحي في الأماكن الفقيرة, وتزويد زعمدة الإنارة باللمبات, وتزويد بعض المناطق بالغاز عوضا عن أسطوانات الغاز. وعن منطقة الهجانة أشار إلي أن المشكلة ستظل قائمة, فالأهالي هم من توجهوا في البداية إلي تلك المناطق أعلي الجبال وأقاموا المنازل بالقرب من الضغط العالي, وفي الوقت الذي يسعي الحي لتوفير مساكن بديلة لنقلهم إليها, يرفضون ترك المنطقة. وأقدم الكثيرون علي بناء العقارات المخالفة, واحتلال أرصفة الشوارع لعرض بضائعهم, إلا أن سيتم القضاء علي تلك الظاهرة بالتنسيق مع مديرية الأمن, ورصف الشوارع وتجميلها.