أغلقت العديد من السفارات والمنشآت الدبلوماسية, ولاسيما الأمريكية والفرنسية, أمس في كثير من دول العالم, وذلك وسط تزايد احتجاجات المسلمين ضد الفيلم الأمريكي المسيء للرسول( صلي الله عليه وسلم), وما تلاه من نشر رسوم مسيئة للرسول أيضا من قبل مجلة فرنسية ساخرة.وذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية, في سياق تقرير أوردته أمس, أن التظاهرات الاحتجاجية ضد الفيلم والرسوم لاتزال مشتعلة, حيث خرج العديد من التظاهرات في الكثير من البلدان الإسلامية عقب صلاة الجمعة, حيث كانت البداية في باكستان, والتي شهدت حرائق وإطلاق نار من قبل الشرطة واستخدام قنابل الغاز لتفريق المحتجين ومقتل16 شخصا. واستدعي الأمر تدخل قوات من الجيش للتصدي للمحتجين الذين حاولوا الوصول إلي الحي الدبلوماسي الذي يضم العديد من السفارات الأجنبية, فيما قام المحتجون بإقليم بيشاور أمس بإضرام النيران في دارين للعرض السينمائي, وما تسبب في مقتل شخص وإصابة العشرات. جاء ذلك في الوقت الذي أدانت فيه جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي الأعمال المسيئة للاسلام وجميع أشكال ازدراء الأديان وأكدوا التزامهم باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لضمان احترام الأديان. جاء ذلك في بيان مشترك أصدره أمس أمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي ومفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي والممثلة الأعلي للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي عقب اجتماعهم في لندن. وقال البيان ان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي يدينون الأعمال المسيئة للإسلام وجميع أشكال ازدراء الأديان والحض علي الكراهية, كما يشددون علي ضرورة احترام جميع الأديان وجميع الأنبياء والرسل. وأكد البيان المشترك التزام المنظمات الإقليمية الأربع باتخاذ التدابير والعمل علي بلورة اجماع دولي يضمن الاحترام الكامل للأديان بناء علي قرارات مجلس حقوق الإنسان الدولي الخاصة باحترام المعتقدات ومنع الإساءة إلي الأديان. ومن جانبه, قارن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس بين دفاع الغرب عن حرية التعبير فيما يتعلق بالأفلام والرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول و رفضه تأييد التشكيك في محرقة اليهود( الهولوكوست). وقال أحمدي نجاد متحدثا قبل الاحتجاجات المتوقعة في مختلف أنحاء العالم حول الفيلم أمريكي المسيء للنبي ونشر رسومات كاريكاتورية له في مجلة فرنسية: إذا كان الغرب يدعي ان اهانة الرسول جزء من حرية التعبير, فلماذا إذن يتم قمع وسجن باحثي التاريخ بسبب تشكيك تاريخي بسيط وحتي يهددون أمة بأكملها( إيران) بسبب هذا التشكيك. وقال نجاد في خطاب في استعراض عسكري في طهران: من أجل الحفاظ علي أنفسهم من الانهيار, بدأ الصهاينة غير المهذبين(الحكومة الإسرائيلية) مع القادة الغربيين في تدبير مخططات لاثارة مواجهات دينية في العالم لتبرير هذه المؤامرات الشريرة. كما أدانت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان بالامم المتحدة أمس بشدة الرسوم التي قامت مجلة شارل ابدو الفرنسية بنشرها معتبرة ماقامت به المجلة الفرنسية استفزازيا ومثيرا للاشمئزاز. وقال المتحدث باسم المفوضة السامية روبرت كولفيل- إن هذا العمل من قبل المجلة الفرنسية هو عمل غبي وغير مسئول وايضا تتحمل المجلة الفرنسية مسئولية مضاعفة خاصة وأنها تعلم جيدا أنه ستكون هناك ردود فعل من قبل المسلمين حول العالم. وأضاف كولفيل أن المفوضة السامية نافي بيلاي تتفهم جيدا إلي أي مدي تمثل تلك الاعمال سواء كان الفيلم أو الرسوم المسيئة أمرا استفزازيا لمشاعر المسلمين حول العالم لافتا إلي دعوتها المطالبة بأن يكون أي رد فعل تظاهري علي ماقامت به المجلة الفرنسية سلميا. وفي الوقت نفسه, تحسبا لخروج مظاهرات واحتجاجات في باكستان أمس بسبب الفيلم, قامت الولاياتالمتحدة بشراء فترات بث في عدد من المحطات التليفزيونية الباكستانية لتعلن عن موقفها إزاء الفيلم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية, فيكتوريا نولاند, أمس الأول( التوقيت المحلي) في واشنطن إنه سيتم بث إعلان للحكومة الأمريكية علي سبع محطات تليفزيونية باكستانية تعلن فيه واشنطن أنها بعيدة عن هذا الفيلم المسيء لنبي الاسلام. وفي الإعلان القصير والمزود بترجمة كتابية للغة الأردية يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة دولة تقبل منذ تأسيسها جميع التوجهات العقائدية. كما تؤكد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فيه أن بلادها ليست لها علاقة بالفيلم المعادي للإسلام. وقالت نولاند إن الإعلان تكلف70 ألف دولار, مضيفة أن المحطات السبع التي سيبث عليها الإعلان من الممكن أن تصل من الناحية النظرية إلي90 مليون باكستاني. كما صوت73% من الألمان لصالح رفض عرض الفيلم وذلك في استفتاء أجرته قناة تراي زات الألمانية علي صفحتها الإلكترونية علي بثها الفيلم المسيء من عدمه, وربطت مسألة البث بحسب نتيجة التصويت. وأشارت في عرضها إلي أن هذا الفيلم أشعل العالم الإسلامي غضبا وتسبب في مقتل السفير الأمريكي بليبيا. وطبقا لتقارير أمنية, فكان من المنتظر أن تشهد ألمانيا تظاهرات في عدد كبير من المدن والولايات الألمانية وتستمر التظاهرات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأغلقت السفارة الأمريكية بنيودلهي أمس, وقد طلب من الموظفين بالبقاء في المجمع بسبب مخاطر المظاهرات. وذكرت قناة إن.دي.تي.في الإخبارية أمس نقلا عن مصادر بالسفارة أن القرار بإغلاق السفارة اتخذ من قبل السلطات لمنع أي حادث غير مرغوب فيه بالقرب من الحي الدبلوماسي الذي يخضع لحراسة مشددة, مشيرة إلي أنه تقرر إغلاق المدرسة الأمريكية.. وطلب من المواطنين الأمريكيين في الهند التي بها ثالث أكبر تعداد للمسلمين في العالم بتوخي الحذر ومراقبة الإعلام المحلي لمتابعة التطورات الأمنية.