بعد أسبوع من الصدام والتصريحات افتتح أمس الأول مهرجان الصورة السادس للأفلام القصيرة والتسجيلية, وكان السينمائيون قد قرروا عمل وقفة احتجاجية أمام المركز الثقافي الفرنسي احتجاجا علي وجود فيلم شبه طبيعي للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رفايلي, الذي أثار ضجة كبيرة أدت إلي انسحاب جميع الأفلام العربية المشاركة في المهرجان, لكن الوقفة الاحتجاجية لم يحضرها سوي المخرج أحمد عاطف, والمخرج توفيق صالح, والناقد الصحفي محمد الروبي وعدد قليل جدا من الإعلاميين, وانفضت في وقتها, ليبدأ بعدها عرض فيلم شبه تحول المهرجان بعد انسحاب أعضاء لجنة التحكيم, وإلغاء المسابقة الرسمية, إلي احتفالية تضم سبعة عشر فيلما فرنسيا ورومانيا, وكان مقررا أن يعرض داخل المسابقة الرسمية سبعة وأربعون فيلما. حضر الافتتاح السفير الفرنسي بالقاهرة, وأبدي سعادته بوجود عدد كبير من الجمهور, وتحدث عن أزمة انسحاب الأفلام العربية من المسابقة, وانسحاب لجنة التحكيم, موضحا أن المركز عرض من قبل أفلاما إسرائيلية ولم تحدث أي مشكلات, وأن المركز لن يمنع عرض الأفلام الإسرائيلية, وأنه يشعر بالحزن والأسف لما حدث, موضحا أنه يجب أن تكون هناك مساحة لتلاقي الأفكار, وعلي الأفراد أن يتحملوا مسئولياتهم إزاء حوار الثقافات. كما أكد حساسية الحوار عن التطبيع مع إسرائيل, خاصة أن الأمر شائك بدليل ما حدث في حفل المايسترو دانيل بارنبويم حين جاء للعزف في الأوبرا المصرية, وتصرف بعض المصريين مع الموضوع بإيجابية, وآخرون بسلبية. كما تحدث السفير عن موقف الخارجية الفرنسية, وإصرارها علي عرض الفيلم, موضحا أن فرنسا تريد أن تجعل من المركز الثقافي الفرنسي ملتقي فكريا, وثقافيا يتقبل كل الأفكار, ويعرض كل الثقافات, وأكد في نهاية حديثه أن ما حدث لن يؤثر علي العلاقات بين مصر وفرنسا, مكررا أسفه لعدم وجود أفلام مصرية في المهرجان. الجدير بالذكر هو عرض الفيلم المصري رقص شرقي للمخرجة ميريت ميخائيل, في فاعليات الافتتاح, رغم انسحاب مركز التكعيبة رسميا من المهرجان, واعتذار المخرجة ميريت ميخائيل عن المشاركة مؤكدة أنها أرسلت إيميلا للمهرجان لوجودها في الهند, وطلبت فيه من إدارة المهرجان عدم عرض فيلمها, واعتذارها عن المشاركة في المهرجان, كما أكد مركز التكعيبة انسحابه الرسمي من المهرجان.