في السادس والعشرين من شهر رمضان الكريم وبعد أن فتح العرب المسلمون أسبانيا عام92 للهجرة وأستتب الأمر هناك للخلفاء الأمويين, حاول بعض قواد الجيش الإسلامي التوغل الي فرنسا. فكانت أولي المحاولات, محاولة السمح ابن مالك الخولاني الذي اندفع عام100 للهجرة, فوصلت قواته الي مدينة تولوز في جنوبي فرنسا. لكن الجيوش الإسلامية هزمت وقتل السمح, فقاد عملية الانسحاب والتراجع عبدالرحمن ابن عبدالله الغافقي, ثم تكررت المحاولة علي يد القائد عنبسه ابن سحيم الكلبي, أجتاح عنبسة عدة مدن فرنسية, أهمها ليون وماسون, حتي أصبح علي بعد مئات الأميال من مدينة باريس, لكن الجيش الفرنسي قطع عليه خط الرجعة فهزم جيش المسلمين وقتل قائده عنبسه. وفي عام112 للهجرة تولي عبدالرحمن الغافقي السلطة في الأندلس, وكان هدفه الأول, القضاء علي الدوق أد, الذي شكل العقبة الأساسية أمام التمدد الإسلامي في فرنسا, أصطدم الغافقي بأد, وأنتصر عليه حتي وصلت جيوش المسلمين الي مدينة تور, أما الملك شارل, ملك فرنسا, فقد خشي أن يدخل المسلمون قلب أوروبا, فهب للدفاع عن القارة الأوروبية, كان جيش المسلمين بقيادة الغافقي يعاني من صعوبات تموينية ونقص في العدد, بفعل ابتعاده عن قواعده, أما الفرنسيون فكانوا يفوقون المسلمين عددا وتنظيما وتصميما علي وقف الزحف الإسلامي. عمد الملك شارل الي تنفيذ إستراتيجية عسكرية, قائمة علي تأخير اللقاء بجيش المسلمين, والهدف من ذلك هو إنهاك قواهم, وحدث اللقاء الحاسم في رمضان في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك عند مدينة بواتيه في وسط فرنسا, الفرنسيون أسموا المعركة, معركة بواتيه, أما العرب فأسموها, بلاط الشهداء, أنشغل المسلمون بالقتال ببسالة وكانت لهم الغلبة في بداية المعركة, إلا أن الملك شارل لاحظ اهتمام الجنود المسلمين بجمع الغنائم, فدبر خطة لضرب الغنائم, حتي ينشغل الجنود بما حرصوا عليه, حاول عبدالرحمن الغافقي صرف نظر الجنود المسلمين عن الغنائم, وحثهم علي الجهاد, إلا أن سهما فرنسيا أصاب الغافقي, فخر شهيدا, فتبعثرت بعد ذلك الجموع الإسلامية وسقط الكثير من الجنود شهداء.