عندما اسافر الي خارج مصر أحرص علي أن أري أمرين الأول هل هناك اتربة بجوار أرصفة الشوارع ؟ والثاني هل توجد بلاعات صرف صحي في نهر الطريق؟ ومن الظلم أن نقارن بين شوارع أمريكا ودول أوروبا وشوارعنا ولكن ذهبت مرة الي الكويت فوجدت الشوارع نظيفة لا توجد ذرة تراب بجوار الرصيف ونظرت الي الرصيف فوجدت بلاعات الصرف الصحي بشكل أنيق فوقه وفي مستوي بلاط الرصيف بحيث يمكن للمشاة أن يمشوا عليه بأمان فلا تجد بلاعة مخلوعة من مكانها أو أخري مكسورة. العجيب أنني عندما سألت عن منفذي هذه الشوارع ؟ قال المسئولون الكويتيون انهم المصريون.. إن هذه الشوارع من تنفيذ شركة المقاولون العرب المصرية. وظلت علامة استفهام كبيرة بداخلي عن العبقري الذي وضع خطوط الصرف الصحي في وسط جميع شوارع القاهرة والمدن الرئيسية بالمحافظات. وإذا كانت شركة مصرية تنفذ الطرق النموذجية بهذه الحرفية العالية في دولة مثل الكويت فالأولي نحن هنا في مصر أن تنفذ لنا هذه الشركة أو غيرها شوارع يمكن أن نمشي علي رصيفها بأمان وفي شوارعها أيضا بسيارتك. وفي دراسة أعدها منذ سنوات مركز معلومات مجلس ا لوزراء اكد أن المصريين ينفقون علي تصليح سياراتهم مليار جنيه سنويا. لأن جميع الشوارع مليئة بالأكمنة المتمثلة في البلاعات التي تتوسط نهر الشارع وعلي الاقل نصف هذا المليار يذهب لاستيراد قطع غيار. إذن هي أموال يدعم بها المصريون مصانع أجنبية وأصل المشكلة بسيط جدا وهو إخلاء جميع الشوارع من بلاعات الصرف الصحي ونقلها الي الرصيف. هذه أبجديات البنية الأساسية في أي بلد يحترم ناسه وأهله. الأمر الثاني وهو الأتربة وهي من صميم عمل شركات النظافة التي تعاقدت معها محافظتا القاهرة والجيزة نجد أن هذه الشركات تترك هذه الأتربة تتراكم وهذا الأمر كان يحكمه الفساد الذي اتضح أمامنا الآن فهذه الشركات تخرج لنا ألسنتها فهي تربح الملايين وتدفع للعمال رواتب ملاليم والضحية هو أنا وأنت والمجتمع والناس حتي وصلنا إلي درجة ألفت فيها عيوننا أكوام القمامة باعتبارها جزءا أساسيا من مكونات الشارع المصري. ولقد فرحت بمبادرة بعض الشباب الذين بادروا بتنظيف الشوارع رأيتهم في الدقي ومدينة نصر ومصر الجديدة ولكنهم جمعوا الأتربة وتركوها حتي ترفعها سيارات النظافة ولكنها لم تأت ويبدو أنها لن تأتي وذهبت جهود الشباب سدي ووزعت عجلات السيارات أكوام الاتربة بالعدل مرة أخري بجوار الارصفة. نريد أن يشعر الناس بأن أحوالهم تتغير للأفضل لابد أن يبث المسئولون فيهم الأمل في غد أفضل ويتم فسخ التعاقد مع هذه الشركات الأجنبية ويكون الشباب شركات أفضل منها لتنظيف مصر.