استكملت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة أمس, برئاسة المستشار صبحي عبد الحميد, عرض الاسطوانات في قضية مذبحة بورسعيد المتهم فيها73 متهما من بينهم9 من قيادات مديرية أمن بورسعيد و3 من مسئولي النادي المصري. وراح ضحيتها74 شهيدا و254 مصابا من الألتراس الأهلاوي عقب انتهاء مباراة المصري والأهلي بالدوري أول فبراير الماضي. بدأت الجلسة في الساعة11 صباحا وأمرت المحكمة بعرض الاسطوانة الأولي, التي تضمنت حلقة من برنامج مساء الأنوار علي قناة مودرن سبورت, وظهر بها عدد من المتهمين أثناء الأحداث, وهم ينهالون علي المجني عليهم بالضرب. قال المدعون بالحق المدني للمحكمة إن هذه اللقطات تتضمن عددا من المتهمين مرتكبي الحادث وتبرز وجوههم, فاعترض دفاع المتهمين, وقال للمحكمة إنه يتضامن مع المدعين بالحق المدني في أن هذه المشاهد تبرز وجوه المتهمين الحقيقيين ولكنهم بعيدون كل البعد عن المتهمين الماثلين بقفص الاتهام. وتعالت صرخات أهالي الضحايا أثناء عرض الاسطوانات وبدأوا في الهجوم بالسب علي المتهمين الموجودين داخل قفص الاتهام مرددين عبارات يا قتلة يا ظلمة, دم ولادنا مش رخيص. وهو ما دفع رئيس المحكمة لتهديدهم بطردهم ومنعهم من حضور الجلسات في حالة تكرارهم للهجوم علي المتهمين. ظهر في المقطع الثاني من الاسطوانة نزول جماهير النادي المصري لأرض الملعب وقيامهم بإلقاء الشماريخ علي المدرج الشرقي الخاص بجماهير النادي الأهلي الذين حاولوا الفرار من خلف المدرج وسط هتافات جماهير النادي المصري في أرض الملعب, وهم يشيرون الي جماهير الأهلي وهم يهربون أهم أهم اهم.. ال....... أهم, وتضمن الهتاف لفظ خارجا وخادشا للحياء. أما المقطع الثالث فتضمن محادثة المتهم فؤاد فضل كابو الألتراس المصراوي في برنامج مساء الأنوار علي قناة مودرن سبورت, وكانت تلك المداخلة قبل وقوع الأحداث الدامية التي شهدها الاستاد خلال المباراة, وقال في المداخلة إنهم كألتراس مصراوي ومواطنين مصريين لن يقوموا بأفعال تضر البلاد, ولكنهم شاهدوا التهديدات علي رابطة الألتراس الأهلاوي التي تضمنت الوعيد لهم عند حضور المباراة, فقال إنهم لا يخشون التهديدات ولكنهم يحترمون من يحترمهم ويدخلون بلادهم وسط احترام شديد لأهلها. ويتضمن المقطع الرابع مشاهد نزول الأهلي من القطار في محطة الكاب وركوبهم الأتوبيسات من هناك وسط الهتافات والاناشيد المعروفة للألتراس الأهلاوي وسط وجود الشرطة العسكرية, وكانت المشاهد مصورة من قناة مودرن سبورت, ومشهد آخر لدخولهم الاستاد وهنا صرخ أحد الأهالي قائلا: ابني أهو ياسيادة القاضي, ووجه الشتائم الي المتهمين قائلا: الله يخرب بيتكم, ودخل في نوبة بكاء وجلس واضعا يديه علي رأسه وظل يبكي طوال الجلسة ويشاهد ابنه والمشهد يتكرر علي شاشة العرض. ومشهد آخر لأب يحمل طفله علي أكتافه, فيبكي المعلق في البرنامج ويقول: ماذا لو عاد هذا الأب بدون ابنه. وقدم محامي أحد المدعين بالحق المدني عن الضحايا من أهالي بورسعيد3 اسطوانات تضمنت الأولي حوارا ل لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مع الإعلامي عماد أديب علي قناة سي بي سي الفضائية وصف فيها المباراة بأنها عادية مثل أي مباراة وأنه لم ترد أي معلومات مسبقة تنذر بوجود تطور في الأحداث. وأكد الوزير في نهاية حديثه أن مدير الأمن مسئول مسئولية كاملة عن الأحداث نظرا لما له من صلاحيات كاملة للتعامل مع الموقف وفقا للرؤية الأمنية أمامه من حيث زيادة عدد القوات وكيفية التعامل والاشتباك, وأكد الوزير أنه عندما شعر بوجود تقصير أمني أصدر قرارا بنقل مدير الأمن ومدير المباحث وتم فتح تحقيق فوري للوصول إلي المقصرين في أداء واجبهم, كما تم عرض عدد من الاسطوانات بها مقاطع تعبر عن الحالة الاقتصادية التي مرت بها بورسعيد ومظاهرات لاهالي بورسعيد تعبر عن رفضهم لما حدث. وتضمن مقطع آخر جزءا من برنامج الحقيقة لوائل الابراشي علي قناة دريم2 عرض فيها أغنية الألتراس المصراوي المنشورة علي رابطتهم علي الإنترنت التي تتوعد فيها جماهير الأهلي بالموت لو جاي بورسعيد اكتب لأمك وصية علشان ده بجد مش هزار وخلاص مالكش دية. ومشهد آخر للأحداث وهي في ذروتها وهروب جماهير الأهلي وعلي وجوههم الخوف والفزع بينما وقف الجمهور المصري يرقص علي أغنية حكيم الشعبية كله يرقص. وهنا تدخلت النيابة العامة وقالت للمحكمة إن هذا المقطع مصور من داخل غرفة التحكم بدليل وجود الحاجز الزجاجي مما يدل علي معرفة المتهم الأخير بالواقعة ووجوده داخل غرفة التحكم أثناء الأحداث مما جعل الأهالي يصفقون داخل القاعة. فاعترض الدفاع علي ذلك التنويه الذي أبدته النيابة, وقال إن الأجواء كانت هادئة بدليل وجود الأغنية الشعبية والتي تدل علي الفرح والاحتفال بالفوز.