بعض الإعلاميين في بلادنا هم رأس مال الفضائيات وهم نجومها, وربما علي كاهلهم تقوم مثل هذه الوسائط فهم ملوكها المتوجون.. وهم من يختارون نوعية البرامج, ونوعية الضيوف. والبعض منهم تتلمذ وامتهن الإعلام في دولة اجنبية.. ووسائط إعلام غربية, واقصي عنها لسبب من الاسباب.. أو تطوع للعمل في وسائط إعلام عربية, لخدمة اهداف امته ووطنه, لينقل إليها بعض ما اكتسبه من خبرات.. والغريب حين يستضيف هؤلاء بعض المحللين, ينزلقون بدروب تجهض كل حوار ومفاوضات واتفاق, وحتي السير بمسارات تكون من نتيجتها تمزيق اللحمة الوطنية. ولذلك نجد راية الخلاف والصراع خفاقة دائما في أكثر من برنامج ولقاء, الأمر الذي يدفع المشاهدين أو المستمعين او القراء للخروج بانطباع ان مصائب الشعوب سببها قوي المقاومة الوطنية, وثورات الشعوب علي نظم الوصاية أو الانتداب. مع ملاحظة ان بعض وسائل الإعلام صفر الضمير وكأنها تشتري وتباع وان بعض رجال الإعلام لم يعودوا محامين يدافعون عن الناس بلا أجور وتوكيلات, وانما تجار إعلام يتاجرون بالمشاكل والمآسي والنكبات. لذلك يقول البعض ان الاعلام العربي هو احدي مدرستين: مدرسة تتعامل مع جمهورها بمنطق: لاتقل ما تريد فنحن نفعل مانريد, ومدرسة تتعامل مع جمهورها بمنطق: قل ما تريد ونحن نفعل مانريد. كان نابليون يقول: الصحافة ركن من اعظم الاركان التي تشيد عليها دعائم الحضارة والعمران. ويقول ايضا: اني اتوجس خيفة من ثلاث جرائد اكثر مما اتوجس خيفة من مائة ألف مقاتل, والمضحك انه هو من جر جيوشه ليحارب في اوروبا علي اكثر من جبهة ومكان ليدمر البلدان, وكأن الصحافة كانت تؤيده في هذه الافعال. اما الرئيس الأمريكي توماس جفرسون فقال: عندي ان اعيش في بلاد بها صحافة وليس فيها قانون, افضل من ان اعيش في بلاد بها قانون وليس فيها صحافة.. وبلاده الولاياتالمتحدةالأمريكية فيها اليوم العديد من مؤسسات الاعلام والتي تصدر فيها مئات الصحف والمجلات والدوريات, اضافة إلي مئات الفضائيات والاذاعات, وتفاخر بان قانونها ودستورها الأفضل والامثل بين كل الدساتير والقوانين, ومع ذلك تمارس ادارتها الإرهاب والاجرام والعدوان. ع. ف [email protected]