ظلت قضية المعتقلين السياسيين الورقة الرابحة للرؤساء المصريين السابقين في فتح صفحة جديدة لحكمهم. فأول من استغلها هو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين أفرج عن قيادات الإخوان المسلمين ودعمها بزيارة للمرشد العام في منزله قبل أن تسوء العلاقة بينهما, ويعيدهم للسجون مرة أخري, ليلتقطها خليفته في الحكم الرئيس السادات ويفرج عنهم ويقربهم منه. ولم يكن الرئيس المخلوع حسني مبارك أقل حظا من سابقيه, حيث بدأ عهده بالإفراج عن جميع من اعتقلهم الرئيس السادات من شخصيات سياسية ودينية( إسلامية ومسيحية) فيما عرف ب اعتقالات3 سبتمبر1981. ويبدو أن الرئيس محمد مرسي علي موعد مع القدر أيضا بعد أكثر من6 عقود مضت علي استغلال تلك الورقة, وذلك بعد قراره تشكيل لجنة لفحص جميع حالات المدنيين الذين صدرت ضدهم أحكاما عسكرية منذ قيام ثورة يناير وحتي تسليم السلطة في30 يونيو الماضي. وتعد اللجنة, التي تعقد أول اجتماعاتها الأحد المقبل, الورقة الرابحة التي يكسب بها مرسي تأييد القوي الثورية وأهالي المعتقلين, وينهي بها اعتصامهم أمام مقر الرئاسة. وحول أحقية الرئيس المنتخب في العفو عن المعتقلين تباينت آراء فقهاء القانون الدستوري, ورجال القانون, وشباب الثورة, ففي الوقت الذي أكد فيه فقهاء القانون حقه في العفو الشامل عنهم حتي من صدرت ضدهم أحكام بالحبس, قلل رجال القانون من سلطاته التي منحها له الإعلان الدستوري, بينما رحب الحقوقيون بمشاركتهم في اللجنة, مؤكيدن أن تشكيل اللجنة بمثابة مقدمة للإفراج عن المعتقلين, وأن هدفهم الوصول إلي الحقيقة, ورفع الظلم عن كاهل المعتقلين, إلا أن شباب القوي الثورية كان لهم رأي مغاير, وهو أن تشكيل اللجنة جاء بضغط ثوري وليس رغبة من الرئيس في حسم الملف, وهو ما يشير إلي أن آلية التعامل مع المؤسسة الرئاسية لم تتغير بعد تنحي مبارك.